نشر موقع “بيلينغكات” تقريرا مدعما بصور الأقمار الصناعية، يظهر مدى الدمار الذي لحق بمدينة رفح، ولجوء سكانها الذين أجبرهم الاحتلال على النزوح منها، إلى البحث عن تحديثات هذه الصور، للاطمئنان على منازلهم، في ظل استمرار الاجتياح الصهيوني للمدينة للشهر الرابع على التوالي.
يقول أحد سكان حي تل السلطان الواقع غرب رفح عبر موقع “إكس”: “من فضلكم، هل يمكنكم مساعدتي في الحصول على صورة حديثة لمنطقتي السكنية في تل السلطان للتحقق من وجود منازلنا؟”.
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الطلبات، أصبحت منتشرة لدى العديد من الباحثين في المصادر المفتوحة، الذين يوثقون اجتياح الاحتلال لقطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر.
بقي 224 مبنى في تل السلطان
في ماي من هذا العام، غزت القوات الصهيونية مدينة رفح من أجل فرض سيطرتها على الحدود بين غزة ومصر - وهي شريط من الأرض يبلغ طوله ثمانية أميال ويشار إليه باسم “ممر فيلادلفيا”. وأظهرت الصور الأخيرة قدرا كبيرا من الدمار ليس فقط على طول الممر، ولكن في الأحياء التي تبعد كيلومترين عن الحدود مثل منطقة شرق تل السلطان.
ووجد موقع بلينغكات أنه من بين حوالي 670 مبنى في الحي الشرقي من تل السلطان، بقي 224 مبنى فقط قائما. وقد تم هدم معظم المباني بين 18 جويلية و4 أوت 2024، بعد وصول الجيش الصهيوني.
وتُظهِر صور الأقمار الصناعية، أن مساحات شاسعة من رفح تضررت أو دُمرت منذ بدأت القوات الصهيونية هجومها البري على المدينة.
وباستخدام أداة تتبع الأضرار التي طورها المساهم في بلينغكات أولي بالينغر، تقدر بلينغكات أن ما يقرب من 8500 مبنى تضررت أو دُمرت في هذه المنطقة وحدها من جنوب غزة، منذ بداية الحرب في أكتوبر من العام الماضي وحتى جويلية من هذا العام. ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى.
وتُظهِر البيانات الصادرة عن مجموعة رسم خرائط الأضرار اللامركزية، التي تستخدم بيانات رادار سنتينل-1 لتحديد الأضرار في جميع أنحاء قطاع غزة، أن ما يقرب من 44% من جميع المباني في محافظة رفح في جنوب غزة قد تضررت أو دمرت.
وتشير تقارير عسكرية، إلى أن الجيش الصهيوني يخطط لتوسيع ممر فيلادلفيا بعمق يصل إلى 800 متر في جنوب غزة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تدمير المزيد من المنازل ومعظم مدينة رفح.
هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الصهيونية عمليات هدم جماعية في رفح. قبل عشرين عاما، قبل الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، وثقت هيومن رايتس ووتش عمليات هدم واسعة النطاق من قبل جيش الاحتلال في رفح على طول الحدود. في تقريرها، قالت هيومن رايتس ووتش؛ إن ثلثي المنازل الفلسطينية التي هُدمت في قطاع غزة في السنوات الأربع السابقة كانت في رفح، حيث فقد 16000 شخص منازلهم.