نفخر بمواقف الجزائر الشقيقة النابعة من كفاح وتقاليـد ومبادئ ثـورة نوفمـبر المجيدة
الكل يدرك أن فرنسا كانت ولازالت متورطة في الحرب الظالمة ضد الشعـب الصحراوي
أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوية محمد سيداتي، أمس، أن الشعب الصحراوي مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة كفاحه العادل في كل الساحات من أجل فرض وانتزاع حقوقه في الحرية والاستقلال، مشيدا بمواقف الجزائر حكومة وشعبا المدافعة والمرافعة عن الشعوب المضطهدة، خاصة الشعبين الصحراوي والفلسطيني.
توقف وزير الشؤون الخارجية الصحراوية محمد سيداتي، في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، عند التطورات الدبلوماسية الأخيرة، كاشفا حقائق الأمور وكل ما له صلة بالانتصار الدبلوماسي الذي سجلته قضية الشعب الصحراوي بطوكيو عاصمة اليابان. هذا الاجتماع الذي تميز، مثلما ذكر، «باعتداء همجي خطير من طرف الوفد المغربي على الوفد الصحراوي، بعد أن فشل في عرقلة حضور الجمهورية الصحراوية للاجتماع».
وقال سيداتي، «إن سياسة المغرب المنتهجة تجاه القضية الصحراوية التي قوامها الإجرام، البلطجة، التجسس والرشوة وشراء الذمم وسياسة الفساد، تشوه «ليست جديدة على الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، ولن تزده إلا إصرارا على مواصلة كفاحه العادل في كل الساحات، كالجبهة العسكرية والمناطق المحتلة وعلى مستوى الهيئات والمنظمات الدولية من أجل فرض وانتزاع حقوقه في الحرية والاستقلال، مهما كانت المحاولات والمواقف والمماطلات فلن تنال من عزيمته.
وأشار سيداتي إلى أن المغرب منذ سنة 2017، أي تاريخ انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي، وهو يحاول المساس بعضوية الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس لهذا الاتحاد، والتصدي لحضورها في شراكات الاتحاد مع منظمات وبلدان أخرى. غير أن اجتماع «تيكاد» الأخير، قد وضع الأمور في نصابها وأكد فشل المغرب في محاولاته، على غرار هزيمته في الموزمبيق، تونس واليابان للمرة الثانية؛ ذلك ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المجلس الوزاري في طوكيو، حيث أكد بالإجماع حق كل أعضاء الاتحاد الأفريقي بالمشاركة في قمم واجتماعات الشراكة. وأضاف، أن المشاركين في الاجتماع وقفوا على أن المملكة المغربية تتبنى وتنتهج سياستها الخارجية على البلطجة، التجسس والرشوة، وأن المغرب يلجأ دائما الى التشويش والمغالطة وتحريف الحقائق وإلى السبق الإعلامي للحد من هول الصدمات والهزائم الدبلوماسية التي منيت بها سياسته التوسعية تجاه الشعب الصحراوي، ناهيك عن الأكاذيب والمغالطات والترويج بأن الجمهورية الصحراوية والمنطقة عامة ستحرم من الاجتماع مع الصين. مع العلم أن اجتماع الصين مع بعض الدول الإفريقية، هو منتدى تنظمه الصين مع بعض البلدان الإفريقية وليس اجتماع شراكة بين الصين والاتحاد الإفريقي، وهذه الأساليب التعريفية والمغالطات البعيدة عن الحقيقة والعارية من الموضوعية.
وأكد وزير الخارجية الصحراوي، أن المغرب دأب على المغالطات والدعاية المغرضة. وفي هذا الإطار، فإن الادعاء بفتح قنصليات في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية هي سياسة قال إنه «ينتهجها لشراء الذمم باستعمال الرشوة لغرض الاستفزاز، حيث أن هذه القنصليات هي عبارة عن أبنية تضع على واجهتها لوحات الدعاية والتضليل».
أما بخصوص الموقف الأخير المعبر عنه على لسان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، فأوضح أنه «ليس بوليد اليوم، فالكل يدرك أن فرنسا كانت ومازالت متورطة في الحرب الظالمة ضد الشعب الصحراوي، إذ سجل التاريخ أن كان لها الدور الكبير في توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية (إسبانيا، المغرب وموريتانيا) والمساهمة المباشرة في الغزو العسكري من الشمال والجنوب للصحراء الغربية، وقصف المدنيين الصحراويين العزل بطائرات الجاغوار الفرنسية، ودعم المغرب سياسيا ودبلوماسيا في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فهي من قوّض المجهودات الأممية وأجهض خطة السلام الأممية الإفريقية، بحسب سيداتي، وهي التي اقترحت على المغرب خطة الحكم الذاتي سنة 2007 التي حيكت خيوطها في الدوائر الفرنسية، بهدف إنقاذ العرش العلوي المغربي المتهاوي ومحاولة استعادة النفوذ الضائع في غرب أفريقيا بتقوية نظام عميل لها في المنطقة.
واستغل وزير الخارجية الصحراوية المناسبة، ليشيد بمواقف الجزائر حكومة وشعبا المدافعة والمرافعة عن الشعوب المضطهدة، خاصة الشعبين الصحراوي والفلسطيني؛ موقف قال إنه «نابع من كفاح وتقاليد الجزائر الشقيقة ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة»، مسجلا بفخر واعتزاز الإجماع المتجانس في دعم القضية الصحراوية. كما عبر عن كامل ارتياحه لما تشهده الجزائر اليوم من حضور إقليمي ودولي ومن نهضة اقتصادية وعلمية غير مسبوقة.
وأكد أنه بفضل دعم الجزائر وتضامن الحلفاء وتضحيات الشعب الصحراوي، سيتم فرض قيام الدولة الصحراوية ذات سيادة كاملة غير منقوصة.
ولم يغفل وزير الخارجية الصحراوية، الحديث عن الخروقات الواقعة في الأراضي المحتلة، التي تشهد هذه الأيام المزيد من القمع والحصار ومصادرة الأراضي والممتلكات وخروقات حقوق الإنسان، داعيا المنتظم الدولي والهيئات الحقوقية إلى الضغط على المغرب لفتح المنطقة أمام الصحافة والمنظمات الدولية والسماح بالزيارات للاطلاع على ما يجري قصد فك الحصار على المنطقة.