في سياق تصعيد عسكري خطير، زاد جيش الاحتلال من الضغط العسكري على قطاع غزة، من خلال تصعيد الهجمات الجوّية والبرّية، والتي أدّت إلى ارتقاء عشرات الشهداء الجدُد، ورفع جيش الاحتلال الصهيوني من حجم الهجمات على القطاع، بعد أن لجأ إلى أسلوب الضغط على السكان، ليس بالغارات الدامية فقط، بل بتوسيع رقعة مناطق العمليات العسكرية، وحشر السكان والنازحين في أماكن ضيقة.
وارتقى أمس الاثنين، 15 فلسطينيا وجرح آخرين في غارات استهدفت منازل ومدرسة تأوي نازحين في محافظات قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان، وأفاد مصدر طبي باستشهاد 5 فلسطينيين بينهم طفلان وسيدة، وإصابة 15 آخرين؛ جراء قصف طائرة مسيرة للاحتلال منزلا لعائلة “العجل” قرب مستشفى “أصدقاء المريض” غرب مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن “الآليات المتوغلة جنوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، أطلقت النار والقذائف المدفعية بشكل مكثف على الحي، وسقطت بعضها في حي الصبرة المجاور”.
ووسط قطاع غزة، استشهد فلسطينيان جراء استهدافهما من مسيرة صهيونية على مدخل حارة الجعفراوي جنوب شرق مدينة دير البلح، وفق مصدر طبي، وأضاف المصدر أن سيدتين استشهدتا جراء إلقاء قنبلة من مسيرة للاحتلال من نوع “كواد كابتر” في مدرسة تؤوي نازحين بأرض المفتي شمال مخيم النصيرات.
وشهدت المحافظة الوسطى غارات مدفعية وجوية تركزت على مخيم النصيرات ومدينة دير البلح، بينما أطلقت طائرة مسيرة وآليات صهيونية النار شمال المخيم وشمال شرق مخيم البريج، بحسب شهود عيان.
وفي مدينة خان يونس (جنوب)؛ وصلت جثامين 6 فلسطينيين إلى ثلاجات الموتى في مجمع ناصر الطبي (غرب) ومستشفى غزة الأوروبي (شرق)؛ جراء غارات على خان يونس ورفح، وفق مسعفين أوضحوا أن الشهداء هم سيدتان من عائلة “قديح” قتلتا بغارة على منزل لعائلة “أبو ريدة” بمنطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، و3 شهداء انتشلوا من شمال مدينة رفح، وسادس توفي متأثرا بجراح أصيب بها في غارة سابقة، كما أفادوا بإصابة 3 فلسطينيين بجراح في قصف طائرة مسيرة صهيونية لمنزل يعود لعائلة عثمان في مخيم خان يونس.
زلزال رفح
في مدينة رفح جنوب القطاع، شهدت الساعات الـ24 الماضية، تصعيدا خطيرا في عمليات القصف الجوي وتدمير المباني، حيث استهدف جيش الاحتلال مناطق شرق المدينة بقصف مدفعي عنيف، كما طالت الغارات الجوية والقصف المدفعي مناطق الوسط ومنها مخيم الشابورة، حيث سجل قيام الطيران المروحي بإطلاق النار على تلك المناطق، كما تعرضت أحياء أخرى في مدينة رفح لهجمات شنتها قوات الاحتلال المتوغلة، من ضمنها هجمات طالت منطقتي عريبة ومصبح.
وقد أظهرت صور ولقطات مصورة جديدة لأحياء في مدينة رفح التي يواصل جيش الاحتلال شن عمليته البرية ضدها منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصر، حجم دمار كبير في حي تل السلطان، وأظهرت الصور أيضا عشرات المباني قد دمرت بالكامل وسويت بالأرض، حتى إنه بات يصعب تحديد مواقعها بدقة، في مشهد يشابه تلك المدن التي يضربها زلزال عنيف.
ضغط على مستشفى الأقصى
هذا، وأعلنت إدارة مشفى الأقصى، استمرار عمل المستشفى، وتمسك الطواقم الصحية بتقديم رسالتهم، لافتة إلى أن هناك ما يقرب من 100 مريض لا زالوا في المستشفى، ومنهم 7 في العناية المركزة.
وبسبب أمر الإخلاء الأخير، اضطرت عوائل بعض المصابين إلى إخلاء أبنائها، من المشفى، فيما تواصلت عمليات النزوح من المشفى والمناطق المجاورة له، حيث يتكدس في باحات المشفى وحولها، وفي مراكز الإيواء في المدارس القريبة منها عشرات آلاف النازحين.
ويتجه سكان الحي الجديد الذي هدد بالإخلاء ومن فيه من نازحين، إلى مناطق غرب المدينة، والتي لم يعد فيها منذ أيام مكان لنصب خيمة، وإلى مناطق أخرى في بلدة الزوايدة ومخيم النصيرات، رغم تعرض تلك المناطق لهجمات دامية.
وذكرت بلدية دير البلح، أنه نتيجة لأوامر الإخلاء الجديدة، خلال الـ72 ساعة الماضية جرى تهجير قسري لنحو 250 ألف مواطن وخروج 25 مركز إيواء عن الخدمة وكذلك عدد من منشآت الخدمة الإنسانية، وأشارت كذلك إلى مغادرة عدد من مؤسسات الإغاثة الدولية، التي كانت تقدم خدمة الإغاثة للأهالي من المنطقة، الأمر الذي سينتج عنه أزمة غذاء.
شهيد في الخليل
في الأثناء، استشهد فلسطيني، أمس، برصاص الجيش الصهيوني بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان “استشهاد المواطن إياد عايد عبد النجار (46 عاماً)، بعد إصابته برصاصة في الرأس، أطلقها عليه جيش الاحتلال في منطقة جنبة قرب يطا جنوب الخليل”.