الجبهة الشمالية تشتعل

”حزب اللـه” والكيـان الصهيـوني في أكـبر مواجهة منـذ بدايـة الحرب

بينما يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الدموي على القطاع الفلسطيني المحاصر، مرتكبا مزيدا من المذابح والفظائع، تعرف الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة تصعيدا خطيرا، حيث بدأ حزب الله بالرد المرتقب على اغتيال القيادي البارز في صفوفه فؤاد شكر.

أعلن الحزب الله اللبناني أمس أنه أنهى بنجاح “المرحلة الأولى” من الرد على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر، وذلك بشنّ هجوم عسكري كاسح على مواقع مختلفة داخل الكيان الصهيوني عبر إطلاق عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة، مما أثار ذعرا كبيرا في صفوف الصهاينة، حيث تقرر فتح جميع ملاجئ عاصمة الكيان، وألغيت الدراسة في جامعة حيفا ومدارس أخرى، كما أعلن وزير دفاع الاحتلال حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة.
  وأورد حزب الله إطلاقه أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا على مواقع وثكنات عسكرية صهيونية، وقال إن هجماته طاولت 11 قاعدة وثكنة عسكرية للاحتلال تم استهدافها وإصابتها في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، معلناً الانتهاء من “المرحلة الأولى” من الرد على اغتيال شكر.

حـزب اللـه يفنـد ادعـاءات الكيـان

ونفى الحزب ادعاءات الكيان الصهيوني التي زعم من خلالها قيام جيشه بعمل استباقي لتعطيل الهجوم ووصفها بالفارغة لأنها تتنافى مع وقائع الميدان، وأكّد أن عملياته العسكرية ضد أهداف للاحتلال أنجزت بنجاح كامل.
وقال في بيان إنه “تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها ‏وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة”.
وأضاف: “وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا ‏اليوم قد تمت وأنجزت بحمد الله تعالى”. ‏
وفجر الأحد، ادعى الجيش الصهيوني تنفيذ “هجوم استباقي” على لبنان، بزعم “رصد استعدادات” لـ “حزب الله” لإطلاق صواريخ تجاه مواقع داخل الكيان.
وقال الجيش الصهيوني في بيان: “رصدنا قبل قليل استعدادات لحزب الله لإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية نحو الكيان. بناء على ذلك نهاجم لإزالة التهديد”، وفق تعبيره.

استهـداف مقر الموسـاد

هذا، وقالت صحافة الكيان الصهيوني أمس، إن “حزب الله” خطط لإطلاق صواريخ تجاه مقر جهاز الموساد ووحدة تابعة للاستخبارات العسكرية.
وبحسب ما أوردته الصحافة، “كان أحد أهداف حزب الله في هجومه، “منطقة غليلوت حيث يقع مقر الموساد وقاعدة الوحدة 8200”. والوحدة “8200” هي وحدة خاصة تابعة للاستخبارات العسكرية الصهيونية والمسؤولة عن التجسس الإلكتروني.

غــارات مـن هنـا وصواريـخ مـن هنـاك

 من جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن القوات الصهيونية “نفذت حزاما ناريا واسعًا من الغارات التي طالت في معظمها مناطق مفتوحة، وأحصيَ شن نحو 40 غارة طالت حرج بلدة كونين، وبلدات رشاف، والطيري، وحداثا، وبيت ياحون، وعيتا الجبل، وحاريص”.
فيما أعلن حزب الله إطلاق 320 صاروخا فجر أمس، تجاه مواقع عسكرية صهيونية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي فيه فؤاد شكر، الذي اغتيل بغارة صهيونية على مبنى بالضاحية الجنوبية لبيروت في 30 جويلية الماضي.
وأشار الحزب في بيانه إلى استهداف 11 موقعا صهيونيا عسكريا هي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، ونفح، ويردن، وعين زي تيم، وثكنات كيلع، ويو أف، وراموت نفتالي، ومربضي نافي زيف، والزاعورة، وجميعها في شمالي الكيان الغاصب.

أمريـكا إلـى جانب الصهاينــة

وفي ذات السياق، أعلن البيت الأبيض، أمس الأحد، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتابع التصعيد بين الكيان الصهيوني ولبنان عن كثب.
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، شون سافيت، الذي قال إن بايدن كان “على اتصال مع فريق الأمن القومي طوال المساء”. وبأن “كبار المسؤولين الأمريكي يواصلون اتصالاتهم مع نظرائهم الصهاينة، بناء على تعليمات الرئيس بايدن”.
وأفاد أن بلاده ستواصل “دعم حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس والعمل من أجل الاستقرار الإقليمي”.
وكانت واشنطن قد عززت في الأسابيع الماضية انتشارها العسكري في المنطقة، مع تصاعد المخاوف من تصعيد إقليمي في أعقاب توعد إيران وحزب الله بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر.

رعـب فــي  الكيـان

هذا، وقد أثار الهجوم اللبناني ذعرا كبيرا وسط الصهاينة، حيث أصدر الجيش الصهيوني أوامره لسكان كافة البلدان والقرى الحدودية الشمالية في مرتفعات الجولان بالبقاء بالقرب من الملاجئ وتجنب التحركات والتجمعات غير الضرورية، كإجراء احترازي، كما أوقف العمل الزراعي في المنطقة.
وفي مدينة عكا الساحلية الشمالية، وكذلك في كريات شمونة الحدودية مع لبنان والتي تم إخلاء معظم سكانها، دوت صفارات الإنذار. وتقع عكا على بعد حوالي 19 كيلومترًا من الحدود اللبنانية.
وقالت هيئة الإسعاف والطوارئ الصهيونية إنها رفعت استعداداتها إلى أعلى مستوى في جميع أنحاء البلاد، بسبب الوضع الأمني وبعد تقييم الوضع.
كما سمعت أصوات صفارات الإنذار في الجليل الغربي وفي منطقة جبل الميرون في الجليل الأعلى، بسبب احتمال سقوط صواريخ وطائرات مسيرة.

الفصائل الفلسطينية تبارك رد حزب الله

 في الأثناء، باركت الفصائل الفلسطينية رد المقاومة في لبنان على اغتيال القائد فؤاد شكر، وأشادت حركة المقاومة الإسلامية -حماس بالرد النوعي والكبير الذي نفذه مقاومو حزب الله صباح أمس ضد عدة أهداف حيوية واستراتيجية في عمق كيان الاحتلال.
وفي بيان، أكّدت حماس أنَّ هذا الرَّد القويّ والمركّز، الذي ضرب عمق الكيان “يعدّ صفعة في وجه حكومة الاحتلال، ورسالة بأنَّ إجرامها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني لن يمرّ من دون ردّ، ولن يحقّق لها أهدافها ومخططاتها العدوانية”.
وفي الوقت نفسه، دانت الحركة، بأشدّ العبارات، تصعيد الاحتلال الصهيوني عدوانه على لبنان، ومواصلة قصفه الوحشي والإجرامي ضدّ الأراضي والمدنيين فيه، فيما “يُعدّ انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والأعراف الدولية، وتمادياً صهيونياً يكشف مجدّداً أنَّه كيانٌ مارقٌ يشكّل خطراً حقيقياً على المنطقة، ويهدّد الأمن والاستقرار الدوليين”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024