تراجعت قوّات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، من منطقة مدينة حمد السكنية غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أيام من العملية العسكرية البرّية والجوّية الواسعة التي استهدفت المنطقة، وأدّت إلى تدمير كبير في بنيتها التحتية، وتفجير معظم أبراجها السكنية.
وقال شهود عيان، إنّ قوات الاحتلال المتوّغلة في المكان تراجعت، وعاد مواطنون إليها، فيما انتشلت طواقم إسعافية جثامين شهداء من المنطقة، ارتقوا خلال العملية العسكرية البرّية، ولم يكن ممكناً انتشالهم قبل انسحاب قوّات الاحتلال.
ولا تبعد الآليات العسكرية الصهيونية كثيراً عن المنطقة، لكنها لم تعد داخل مدينة حمد السكنية التي بنتها قطر قبل سنوات، دعماً للفلسطينيين في القطاع المحاصر، غير أنّ النشطاء يحذّرون من التحرّك في المناطق القريبة من التوّغل الصهيوني، نتيجة مخاوف من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال وطائراته المسيّرة.
ورصد ناشطون وجود ثلاث رافعات نصبها جيش الاحتلال في المناطق القريبة من توغله شمالي خان يونس وشرقي دير البلح وسط القطاع، محمّلة بالأسلحة الرشاشة التي تطلق الرصاص الحيّ على كل من يقترب من المنطقة وتستهدفه، وهي بالأساس تكشف المنطقة المحيطة بالتوّغل البرّي.
حشر النازحين في مناطق ضيّقة
وكانت مدينة حمد السكنية تضم بين جنباتها آلاف النازحين، وتتوسطها خيام النازحين من المناطق الأخرى، لكنها تحوّلت قبل أيام إلى منطقة عمليات قتالية «خطيرة» وفق الإعلان الصهيوني، وأُجبر الجميع على إخلائها تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي. ومدينة حمد كانت جزءاً من المنطقة الإنسانية «الآمنة» وفق التوصيف الصهيوني، لكنها لم تعد كذلك، مع استمرار تقليص الاحتلال للمناطق الآمنة، والضغط على النازحين فيها، وحشرهم في مناطق ضيقة للغاية.
وكانت آخر أوامر الإخلاء التي صدرت هي لفلسطينيين في بيت لاهيا شمالاً وإلى جوارها العطاطرة ومنطقة الغبون وحيّ الكرامة شمال غربي مدينة غزة، وهي مناطق تضم الآلاف من السكان والنازحين المهجّرين، وهي كذلك واحدة من أكثر المناطق التي تعرّض للعدوان.
مجازر ومزيد من الشهداء
في الاثناء، أفادت مصادر طبية، بأن قصف الاحتلال الصهيوني وسط وجنوب قطاع غزة، منذ فجر أمس السبت، أدى إلى استشهاد 37 مواطنا وإصابة العشرات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، وبهذا يرتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة إلى 40334 شهيدا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وقالت الوزارة في بيان، إنها أحصت في الثمانية والأربعين ساعة الماضية حتى صباح السبت «69 شهيدا» وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي «بلغ 93356 إصابة منذ السابع من أكتوبر».
وبخصوص شهداء أمس، قالت وكالة «وفا» نقلا عن المصادر الطبية إن طائرات الاحتلال الحربية قصفت عدة مناطق غرب وشرق ووسط مدينة خان يونس، حيث استهدفت منزل عائلة كلخ في حي الأمل غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيا، وكذلك استهداف منطقة الكتيبة وسطا، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيا، وإطلاق النار من آليات الاحتلال والمسيرات على خيام النازحين واستشهاد مواطن على الأقل وإصابة آخرين.
وانتشلت فرق الإنقاذ والدفاع المدني ثلاثة شهداء في مدينة رفح، وأضافت الوكالة أن العشرات من الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض ولم تستطع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم حتى اللحظة.
ووسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال الحربية أبراج عين جالوت في مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة أبو عريف شرق دير البلح، ما أدى إلى استشهاد عدة مواطنين، وأضافت أن طائرات الاحتلال المسيرة أطلقت النار على خيام النازحين شرق دير البلح، متسببة في استشهاد فلسطيني واحد وإصابة خمسة آخرين.
وفي مدينة غزة، يواصل جيش الاحتلال قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على حيي الزيتون والصبرة جنوب المدينة.
على صعيد المواقف السياسية، قالت مصادر إن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) توجّه أمس إلى القاهرة للاطلاع على نتائج المفاوضات الساعية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، في وقت تتحدث فيه تقارير صهيونية عن اجتماع وصفته «بالحاسم» اليوم الأحد.