أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ الكيان الصهيوني أجبر 250 ألف فلسطيني في قطاع غزة على النزوح قسراً منذ بداية أوت الجاري، وذلك من خلال 12 أمر إخلاء. وحذّرت من أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة عالقون في دوّامة النزوح القسري المتكرّر، وتُهجَّر العائلات مراراً وتكراراً وسط العمليات العسكرية وحرّ الصيف، حاملة ما في وسعها.
منذ السابع من أكتوبر الماضي يُهجِّر الاحتلال الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال أوامر إخلاء جماعية، فيضطر هؤلاء إلى حمل ما تيسّر لهم حمله، ويخرجون من منازلهم ومناطقهم صوب المجهول. صحيح أنّ من بينهم من قصد أقارب أو معارف في بداية الحرب المتواصلة عليهم منذ أكثر من عشرة أشهر، غير أنّ الحال اليوم اختلفت، فأهالي غزة بأكثريتهم الساحقة صاروا مهجّرين.
وقد أوضحت بيانات وكالة أونروا الأخيرة، أنّ 1.9 مليون فلسطيني (من أصل 2.3 مليون) أُجبروا على النزوح القسري منذ الأيام الأولى من العدوان، وأنّ كثيرين منهم نزحوا أكثر من مرّة. ومن بين هؤلاء كثيرون نصبوا لعائلاتهم خياماً في الشوارع، أو لجأوا إلى مراكز إيواء مختلفة، مخيّمات أو مدارس تابعة لوكالة أونروا تحوّلت إلى ملاجئ.
ويأتي النزوح القسري بعد أوامر الإخلاء الجماعية ليفاقم أكثر معاناة الفلسطينيين، ولا سيّما أنّ كثيرين يضطرون إلى السير نحو وجهات غير محدّدة، لعدم توافر وسائل نقل كافية أو لعدم توافر المحروقات. وكثيراً ما يلجأ هؤلاء إلى عربات تُجرّ يدوياً أو بواسطة بغال، وكلّ ذلك وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية وعدم توافر البدائل.
كذلك تجد العائلات النازحة صعوبة كبيرة في نقل مرضاها وكبار السنّ من أفرادها.
في الإطار نفسه، أضاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على معضلة تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة. وبيّن منسّق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهنّد هادي أنّ عمليات الإجلاء الجماعية في قطاع غزة “تخنق” صمود الناس وتقيّد بشدّة عمليات الإغاثة.
وفي أوامر الإخلاء الجماعية التي تصدرها قوات الاحتلال، تعمد إلى توجيه الفلسطينيين إلى ما تطلق عليه “مناطق إنسانية آمنة”. لكنّ واقع الحال يؤكد أنّ ما من مناطق آمنة في قطاع غزة.