استشهد 10 فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس الثلاثاء، في مجزرة ارتكبها الجيش الصهيوني باستهدافه مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة، وذلك بعد أيام قليلة على استشهاد أكثر من 100 نازح في قصف للاحتلال استهدف مدرسة “التابعين”.
أفاد مراسلون نقلا عن مصادر طبية بأن 10 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف مدرسة “مصطفى حافظ” التي تؤوي مئات النازحين في حي الرمال غرب المدينة.
وذكر شهود عيان بأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف أمضت وقتا طويلا لانتشال جثامين الشهداء وإنقاذ الجرحى من تحت أنقاض مبنى المدرسة الذي انهار بشكل شبه كامل جراء القصف.
وهذه المدرسة الثامنة التي تؤوي نازحين ويستهدفها الجيش الصهيوني منذ بداية اوت الجاري.وكانت القوات الصهيونية قد قصفت 7 مدارس تؤوي نازحين بقطاع غزة خلال الأيام العشرة الأولى من أوت، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 179 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء ومئات الإصابات، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
والمجزرة الأكبر خلال أوت وقعت باستهداف الجيش الصهيوني مدرسة “التابعين” وسط غزة في 10 من الشهر الجاري، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة عشرات بينهم أطفال ونساء.
وأقر الجيش الصهيوني آنذاك بقصفه مدرسة “التابعين”، وزعم أن “عناصر حماس استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء والترويج لاعتداءات مختلفة ضد قوات الجيش والكيان”.
من جهتها، قالت حركة “حماس” إن الجيش الصهيوني “يختلق ذرائع واهية لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات وخيام النازحين لتبرير جرائمه في قطاع غزة”.
من ناحية ثانية، أكد مركز حقوقي قي قطاع غزة أن قوات الاحتلال الصهيوني، تواصل “حرب الإبادة الجماعية”، للشهر الحادي عشر على التوالي، وتتعمد استهداف المرافق المدنية العامة والخاصة على نطاق واسع، وتستخدم أساليب واستراتيجيات وأسلحة وذخائر تنتهك قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتفرض حصاراً مشدداً وتحرم السكان المدنيين من الإمدادات الضرورية والحيوية من دواء، وغذاء، ومياه، وطاقة كهربائية، ووقود.
وأوضح “مركز الميزان لحقوق الانسان”، في تقرير جديد أصدره، أن جيش الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين والمرافق المدنية، ولا سيما تلك التي لا غنى عنها لحياة السكان، كالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وخزانات وآبار وشبكات توصيل المياه.
وأوضح أن هذا الأمر ارتقى لمستوى “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية مستمرة”، وفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية ونشر المجاعة والأمراض بشكل غير مسبوق، لافتا إلى أن الجوع والمرض، بعد تدمير المستشفيات، يعدان أسباباً للموت تتكامل مع القتل المباشر بالقصف.