مجازر متواصلة وإبادة عائلات بأكملها

الاحتـلال يواصـل تهـجـير الفلسطينـيين بأوامـر إخــلاء لا تنتهـي

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم 317 على التوالي، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار وتواصل عمليات النزوح من مناطق عدة.
واستشهد 20 فلسطينيا، بينهم 15 من عائلة واحدة وأصيب آخرون، في قصف صهيوني، فجر أمس السبت، على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، بينما واصلت مدفعية الاحتلال قصفها المدفعي على شرقي مدينتي دير البلح وخان يونس.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى “شهداء الأقصى”، بوصول 17 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف صهيوني قرب مدخل بلدة الزوايدة على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة. وقال شهود عيان وأفراد من الدفاع المدني الفلسطيني، إنّ طائرة حربية صهيونية قصفت بركساً (منشأة من الصفيح) ومنزلاً لعائلة العجلة قرب مدخل بلدة الزوايدة، ما تسبب باشتعال النيران في المكان. وأضاف الشهود، أن القصف خلّف 17 شهيدا، بينهم أسرة كاملة مكونة من 15 فردا من عائلة “العجلة” هم رجل ووالدته وزوجتاه و11 من أبنائه وجرحى نقلوا للمستشفى، فيما لاتزال أعمال البحث جارية عن مفقودين وعالقين تحت الأنقاض.
من جانبه، قال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، في بيان مقتضب، إن مجزرة عائلة العجلة راح ضحيتها أسرة كاملة، بينهم 9 أطفال ووالدهم و5 نساء.
وشهدت المناطق الشرقية من مدينة دير البلح (وسط)، قصفًا مدفعياً عنيفًا وإطلاق قنابل إنارة من طائرات حربية، وسط إطلاق نار عنيف من الآليات المتوغلة في منطقة الجعفراوية (شرق)، وفق شهود عيان.
وأطلقت طائرات مسيرة للاحتلال من نوع “كواد كابتر” نيران أسلحتها الرشاشة شرقي مخيم المغازي (وسط)، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي جنوب القطاع، أفاد مصدر طبي بمجمع ناصر الطبي، بوصول شهيدين في قصف صهيوني استهدف عربة يجرها حصان في منطقة الزنة شرق خان يونس. وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن طفلا (6 سنوات) استشهد جراء إصابته برصاصة في الرأس أطلقتها طائرة “كواد كابتر”، أثناء نومه في خيمته قرب مدينة حمد غرب خان يونس. كما نفذت آليات عسكرية صهيونية شرق ووسط مدينتي رفح وخان يونس قصفا متقطعا، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات المتوغلة والطائرات المروحية والمسيرة.
وشنت قوات الجيش الصهيوني عمليات نسفٍ لعشرات المباني السكنية غربي مدينة رفح، حيث سمعت أصوات التفجيرات من مناطق بعيدة في خان يونس وأطراف المحافظة الوسطى.
أما في مدينة غزة، فقد تواصل القصف المدفعي المكثف وإطلاق النار من الآليات العسكرية الصهيونية على حي الصبرة جنوبي المدينة، وسقطت ثلاث قذائف قرب ديوان أبوشريعة جنوب الحي، ما تسبب بوقوع إصابتين، بحسب مصادر طبية.

نزوح للمرة العاشرة خلال أوت

إلى ذلك، طالب الجيش الصهيوني، أمس السبت، سكان مخيم المغازي للاجئين ومناطق أخرى وسط قطاع غزة بإخلاء منازلهم استعدادا لشن عملية عسكرية “بشكل فوري”، في مواصلة لتهجير الفلسطينيين قسرا.
وخلال شهر أوت فقط، أصدر جيش الاحتلال عشرة أوامر إخلاء أثرت على عشرات الآلاف من الناس في خان يونس، وبدرجة أقل في شمال غزة.
وشملت أوامر الإخلاء الصادرة، أمس، “كل المتواجدين في منطقة المغازي وحارات شارع صلاح الدين ومنطقتي الفاروق والأمل وسط القطاع”. وزعم الجيش الصهيوني، أن ذلك يأتي “على خلفية إطلاق قذائف صاروخية بشكل متواصل من قبل المقاومة الفلسطينية، وطالب سكان هذه المناطق بالتوجه إلى ما يسمى “المنطقة الإنسانية” في المواصي غربي القطاع.
والجمعة، قلص الاحتلال مساحة “المنطقة الإنسانية” المكتظة بمئات الآلاف من النازحين بعد مطالبته لهم بإخلاء أجزاء واسعة منها لتنفيذ عملية عسكرية فيها.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن الجيش الصهيوني وضع منذ 7 أكتوبر الماضي، نحو 84٪ من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء. وأضافت، في بيان، أن “النزوح في غزة لا ينتهي أبدا، الناس يفرون من أجل النجاة بحياتهم ويأخذون معهم ما يستطيعون حمله، تاركين كل شيء آخر وراءهم”، وأوضحت الوكالة الأممية أن النازحين باتوا “مرهقين ولا يجدون مكانا آمنا يلتجئون إليه”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثف الجيش الصهيوني أوامر الإخلاء، خصوصا في مدينتي خان يونس ودير البلح وبمناطق شمالي القطاع.
ويواجه أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، معاناة جراء رحلات النزوح المتكررة والممتدة منذ بداية الحرب، حيث يقيم بعضهم في خيام أو مراكز إيواء أو أماكن أخرى مثل عيادات وسجون ومدن ألعاب، وسط ظروف معيشية وإنسانية قاسية يفاقمها انتشار الأمراض والأوبئة ونقص المياه والأدوية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024