حصيلة 40 ألف شهيد لا تروي القصة الكاملة

أنقاض قطاع غزة تخفي أهوالاً لا توصف

رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أنّ “حصيلة 40 ألفاً المعلنة لا تروي القصة الكاملة”، في إشارة إلى العدد المعلن للشهداء منذ بدء العدوان المستمر على قطاع غزة، مؤكدةً، في تقريرٍ استند إلى مصادر طبية وشهاداتٍ حية وتوثيقات مختلفة، أنّ “أنقاض غزة تخفي أهوالاً لا توصف”.
يمثل عدد الشهداء الذي أعلنته السلطات الصحية في قطاع غزة، والذي تجاوز 40 ألفاً بعد عشرة أشهر من العدوان الصهيوني على القطاع، 2% من سكان القطاع قبل الحرب أو واحداً من كل 50 من السكان.
ونقلت الصحيفة عن مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب مروان الهمص، أن هذا الرقم يشمل فقط الجثث التي تم استلامها ودفنها، مشيراً إلى أنه يجري اختبار إجراءات جديدة، لم تتم الموافقة عليها بعد، لإدراج المفقودين أو المعروف أنهم تحت الأنقاض في قوائم الشهداء.
وبحسب الهمص، فإنّ نحو 10 آلاف من ضحايا الغارات الجوية الصهيونية مازالوا عالقين في المباني المنهارة، بسبب قلة المعدات الثقيلة أو الوقود اللازم لحفر الأنقاض الفولاذية والخرسانية بحثاً عنهم.

شهداء لم تقتلهم القنابل ولا الرصاص

وإضافة إلى المفقودين والشهداء المحتجزة جثامينهم تحت الأنقاض، يتحدث الهمص عن شريحة أخرى من الضحايا الذين تستثنيهم البيانات الرسمية، رغم استشهادهم بسبب تأثيرات الحرب غير المباشرة من أمراض وجوع وانهيارٍ لنظام الرعاية الصحية، مؤكداً تشكيل لجنة لإحصاء هؤلاء ستبدأ عملها فور انتهاء الحرب.
 وقدمت الصحيفة شهادات من قلب المجزرة المستمرة، وعرضت حالة داليا حواس البالغة 24 عاماً، وابنتها منى البالغة 10 أشهر، إذ لم يتم إدراجهما ضمن قائمة شهداء قطاع غزة، رغم استشهادهما معاً في غارة جوية دمرت المبنى الذي تقيمان فيه في قطاع غزة في فيفري الماضي، لأن جثتيهما كانتا محاصرتين على عمق كبير تحت الأنقاض، بحيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهما.
ومن آلاف الشهداء الذين لم يظهروا في القوائم المعلنة، هانيا أبوسمرة البالغة 75 عاماً، وابنها عدنان أبو سمرة البالغ 59 عاماً.
حفيدة هانيا، رانيا أبوسمرة، روت للصحيفة كيف انهارت جدتها أمامها في نوفمبر 2023، بعدما أجبرت الأسرة على الانتقال سيراً على الأقدام من شمال القطاع إلى جنوبه في يوم واحد، إثر إصدار جيش الاحتلال أمراً بإخلاء المنطقة لعجزها عن تأمين أي من وسائل النقل.
أما والد رانيا، عدنان، فقد توفي بعدوى في الصدر بعد أقل من ثلاثة أشهر، بعد رفض المستشفيات المكتظة استقباله عدة مرات.
وقالت رانيا، إن والدها أتلف رئتيه الشتاء الذي قضاه من دون تدفئة في ملجأ بلاستيكي مؤقت، مع تعرضه للدخان الناتج من الطهو على النيران المصنوعة من الخردة والبلاستيك. وحين استطاع الطبيب معاينته، كان الأوان قد فات.
وصرّحت رانيا للصحيفة، أنها متأكدة من وجود الآلاف مثل والدها، ممن لا يعرف أحد تفاصيل حالاتهم ولم يتم إدراجهم ضمن شهداء الحرب.

الأمم المتحدة: الأرقام موثوقة

 هذا، وبخلاف التشكيك الصهيوني في عدد الضحايا الذي تقدّمه السلطات في غزة بذريعة أن الحكومة تابعة لحركة حماس، فقد أكدت الصحيفة أنّ الأطباء والموظفين المدنيين الذين يديرون المستشفيات والنظام الصحي في قطاع غزة لديهم سجل موثوق به من الحروب السابقة.
وأوضحت الصحيفة، أن القوائم الخاصة بالضحايا التي وضعها محققو الأمم المتحدة بعد جولات القتال المتكررة بين العامين 2009 و2021 تتطابق بشكل كبير مع قوائم الضحايا المعلنة في غزة.
وذكّرت الصحيفة بتصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الذي قال: “للأسف، لدينا تجربة حزينة في التنسيق مع وزارة الصحة بشأن أرقام الضحايا كل بضع سنوات. وقد أثبتت أرقامهم أنها دقيقة بشكل عام”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024