ارتقى أمس عشرات الشهداء في العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ أزيد من عشرة أشهر، 30 منهم في خان يونس ومخيم النصيرات وسط القطاع، وتزامن ذلك مع معارك ضارية في خان يونس ورفح بين المقاومة وجيش الاحتلال، واعترفت سلطات الكيان بمقتل رقيب وإصابة اثنين برصاص قناص.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن أكثر 2000 مستوطن متطرّف، بينهم وزير الأمن القومي الصهيوني العنصري «إيتمار بن غفير» اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك أمس، في ما تسمى «ذكرى خراب الهيكل»، بحماية مشدّدة من شرطة الاحتلال.
في الأثناء، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن مجنديْن لحراسة الأسرى لدى المقاومة قتلا أسيرا صهيونيا وأصابا أسيرتين بجراح خطيرة، وحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية رد الفعل.
وفي الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم عسكر بمدينة نابلس، كما نعت كتائب القسام الشهيد طارق داود الذي اغتالته الوحدات الخاصة الصهيونية قرب قلقيلية واحتجزت جثمانه.
معارك ضارية بغزة والاحتلال يتكبّد خسائر
يتواصل القتال الضاري بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدد من محاور التوغل بقطاع غزة، في حين شهدت الأحياء الجنوبية الشرقية لمدينة غزة قصفا مدفعيا صهيونيا، وقد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها غربي رفح في جنوب القطاع تمكّنوا من قنص عسكري صهيوني ببندقية «الغول» في حي تل السلطان، كما أعلنت القسام استهداف قوات الاحتلال شمال شرق خان يونس بقذائف الهاون، وبثت صورا لعملية قنص عسكري أدت إلى مقتله في الزنة بالاشتراك مع سرايا القدس.
من جهتها، نقلت صحيفة صهيونية عن جيش الاحتلال إعلانه مقتل رقيب في الجيش وإصابة اثنين آخرين برصاص قناص من كتائب القسام الاثنين شرق خان يونس.
نسف مساكن على رؤوس ساكنيها
في السياق، أفاد مراسلون بارتفاع عدد الشهداء إلى 10 - بينهم أطفال - إثر قصف صهيوني استهدف منزلا في بلدة عبسان شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، وبهذا العدد ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة أمس إلى 42 شهيدا، بينهم 30 في خان يونس.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية نقلا عن مصادر طبية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة درويش بمخيم المغازي وسط القطاع، كما استشهد فلسطيني آخر ونجله وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة السيد في «بلوك 9» داخل مخيم البريج وسط القطاع.
وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت منزلا لعائلة أبو علوان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين، وفقا للمصادر ذاتها، وفي وقت سابق، قال مراسلون إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلت جثماني شهيدين غربي مدينة رفح.
وواصل جيش الاحتلال غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق متفرقة شرقي خان يونس في قطاع غزة.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
من ناحية ثانية، اقتحم صباح أمس وزيران صهيونيان ومئات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، تحت حماية شرطة الاحتلال، فيما تعرف بـ»ذكرى خراب الهيكل».
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، إن أكثر من 2250 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، بينهم وزيران وعضو في الكنيست الصهيوني، وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، في حين قال شهود إن وزير شؤون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف من حزب عظمة يهودية شارك في الاقتحامات، وأشار الشهود إلى قيام المستوطنين برفع «علم» الكيان داخل المسجد الأقصى عند باب السلسلة، وتنفيذ جولات استفزازية داخل المسجد المبارك.
وأثناء الاقتحام، عرقلت قوات الاحتلال دخول المصلين الفلسطينيين إلى باحات المسجد الأقصى، ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام المستوطنين، وحوّلت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت المئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشدّدت إجراءاتها العسكرية عند أبوابه وأبواب البلدة القديمة.
وقد شدّدت لجان المقاومة في فلسطين على أنّ ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات يستدعي مزيداً من التحرّك الميداني للمقاومة وتصعيد المواجهة مع العدو، ودعت أهالي الضفة والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 إلى شدّ الرحال وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى.
الرئاسة الفلسطينية بدورها، حمّلت الاحتلال مسؤولية الاستفزازات الخطيرة في المسجد الأقصى، مطالبة الإدارة الأميركية بالتدخل لإجباره على وقف استفزازات المستوطنين، وقالت إنّ على واشنطن وقف العدوان على غزة والضفة إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.