بعد تلاشي نفوذها في غرب إفريقيا

فرنسـا تسعى إلـى العودة من بوابــة الصحراء الغربيـة

لازالت مسألة دعم فرنسا للطرح الاستعماري المغربي في الصحراء الغربية المحتلة، تثير اهتمام الإعلام الغربي خاصة الإسباني الذي انتقد الخطوة واعتبرها مناقضة “للشرعية الدولية”، وهو ما أكده الموقع الإخباري الإسباني “دسيفرادولقويرا” الذي أكد أن باريس بدعمها للخطة المغربية الوهمية تكون قد “أضفت الطابع الرسمي على دعمها لاحتلال المغرب للإقليم”.
وكتب الموقع في مقال خصّصه للرسالة التي بعث بها الرئيس ماكرون إلى ملك المغرب، والتي ذكر فيها أنه يعتبر أن “حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرج في إطار السيادة المغربية المزعومة”، أن فرنسا “تضفي الطابع الرسمي” على ما كان أصلا موقفها الفعلي في النزاع الصحراوي.
وأضاف الموقع الاسباني أنه “باتخاذها هذا المنعطف، فإن باريس تقطع مع موقفها التاريخي الذي يقوم، على غرار معظم المجتمع الدولي، على حلّ النزاع وفقا لقرارات الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن هذه القرارات اعترفت بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير منذ سنة 1966، وهو المبدأ الذي تمّ التأكيد عليه في اتفاقات وقف إطلاق النار لسنة 1991 وإنشاء بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو).
ولفت الموقع الاسباني إلى أن الموقف الفرنسي الجديد لم يتجاوز فقط إطار الأمم المتحدة ليقف على هامش الشرعية الدولية، بل يؤكد أيضا أن فرنسا كانت دائما الداعم الرئيسي للرباط على الساحة الدولية، وأن دعمها لما يسمى بمخطط “الحكم الذاتي” كان حقيقة واقعة، واستشهد، في هذا السياق، بأن “فرنسا لطالما عرفت تاريخيا بدعمها للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، حيث كانت شركاتها الاقتصادية وكذا مواطنيها من الأوائل الذين وطئت أقدامهم الأراضي الصحراوية بعد ما يسمى بمسيرة العار الاستعمارية، كما أنها تقف وراء تمويل العديد من المشاريع الاقتصادية في الأراضي المحتلة”.
والأسوأ من ذلك، يقول الموقع، أنه يكشف أن فرنسا لعبت أيضا دورا رئيسيا في الإمداد بالسلاح خلال الحرب الأولى في الصحراء الغربية (1975-1991)، “بل وتدخلت عسكريا لإنقاذ المغرب الذي مني بخسائر أمام المقاومة الصحراوية الشرسة”.
واليوم، “يأخذ هذا الدعم شكل إعلان مؤسساتي”، كما يشير إليه هذا الموقع الذي أكد، من جهة أخرى، أن “القرار الفرنسي لن يغير من الوضع القانوني للصحراء الغربية، التي لا تزال إقليما غير متمتع بالاستقلال في انتظار تصفية الاستعمار وفقا للأمم المتحدة، ولا في الحرب الدائرة في المنطقة منذ نوفمبر 2020” إثر خرق المغرب لاتفاق وقف النار الموقّع بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) في 1991.
ومع ذلك، فإن دعم فرنسا للموقف المغربي “من شأنه أن يعيق تفويض بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) وحل النزاع الذي وصل بالفعل إلى طريق مسدود”، حسب ما أكده الموقع ذاته.
ووفقا للموقع الاسباني، فإن الاضطرابات السياسية في إفريقيا، مع إدارة عدد كبير من الحكومات ظهرها لفرنسا، يفسر قرار باريس دعم خطة احتلال الصحراء الغربية التي اقترحها المغرب سنة 2007، في الصحراء الغربية.
واختتم بالقول إن “فرنسا توطد علاقاتها مع أفضل حليف لها في القارة في الوقت الذي تفقد فيه نفوذها في المنطقة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024