منحازة للاحتلال وظالمة للصحراويين

تنــديـدٌ متواصل بانحراف فرنسا عن الشرعيـة الدولية

سلّطت الصحيفة الموريسية “لوديفي بلاس” الضوء على تحوّل الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء الغربية، في مقال من توقيع سفير موريشيوس السابق في الموزمبيق والنائب البرلماني الاشتراكي السابق، آلان لاريدون، نشرته الجريدة، معتبرة أنه موقف مخالف للقانون الدولي ومنحاز للاحتلال المغربي.
انتقد السفير الموريسي في مقاله الإخباري موقف فرنسا الجديد الداعم للطرح الاستعماري المغربي في الصحراء الغربية، معتبرًا أن هذا الدعم يتناقض مع المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعي فرنسا أنها تدافع عنها.
وأشار لاريدون إلى أن التحوّل في السياسة الفرنسية يأتي في وقت يسعى فيه المغرب إلى استغلال الموارد الاستراتيجية في الصحراء الغربية لتعزيز مكانته الاقتصادية والجيوسياسية.
وذكر المقال أن قضية الصحراء الغربية تظل قضية محورية في الجهود الدولية لتصفية الاستعمار، حيث تراجع الأمم المتحدة بشكل دوري الوضع في المنطقة، معتبرا التغيير الأخير في الموقف الفرنسي تحوّلًا كبيرًا، يسلط الضوء على التركيز على المصالح الاقتصادية أو ما يسمى بالواقعية السياسية على حساب مبادئ القانون الدولي التي ظلت ثابتة على مدى السنوات.

المصالح الاقتصادية قبل القانون الدولي

كما أشار الكاتب الدبلوماسي إلى أن فرنسا مرتبطة بالاحتلال المغربي لأنها المستثمر الأجنبي الرائد في المغرب، حيث تصل التجارة بين البلدين، حسبه، إلى رقم قياسي قدره حوالي 14 مليار يورو في 2023، وهو ما أثر بشكل كبير على القرارات السياسية الفرنسية بخصوص الصحراء الغربية.
وذكر الكاتب أن قيادة جبهة البوليساريو قد سارعت للتعبير عن استيائها الشديد من الموقف الفرنسي الجديد، كما انتقدت أحزاب فرنسية وأعضاء في البرلمان الفرنسي هذا التغيير في الموقف الفرنسي، مشيرين إلى أنه يتناقض مع الموقف المتوازن الذي اتخذته باريس في السابق وكان يحترم القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
واعتبر كاتب المقال، أن هذا الانتقاد الفرنسي لموقف ماكرون يبرز المخاوف بشأن اختيار فرنسا الانحياز للمغرب على حساب الشرعية الدولية، وإمكانية تأثير ذلك على نضال الصحراويين الطويل من أجل الاستقلال، الذي بدأ منذ 1973 ضد الاستعمار الإسباني ومن ثم ضد الاحتلال المغربية.
وذكر النائب التقدمي الاشتراكي السابق، آلان لاريدون، الذي شغل منصب سفير موريشيوس لدى موزمبيق، أن النزاع حول الصحراء الغربية استعصى على الحل لأكثر من 50 عامًا، مشيرا إلى الموارد الطبيعية الغنية التي تزخر بها الصحراء الغربية، بما في ذلك الفوسفات والذهب والهيدروكربونات، ومذكرا بأن بلاده تعترف بالجمهورية الصحراوية منذ الثمانينيات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024