دون مبالاة بردود الفعل المندّدة بمجزرة مدرسة التابعين التي خلّفت أكثر من 100 شهيد، تكثّف قوات الاحتلال الصهيوني استهدافها لأماكن تجمع النازحين في شتى أرجاء قطاع غزة، بالقصف والتهديد والتهجير، في إطار حرب وحشية وغير مسبوقة دخلت يومها الـ311 على التوالي.
قصفت قوات الاحتلال الصهيوني أمس، عددا من الأماكن التي يتجمّع فيها النازحون ما خلّف عددا من الشهداء، وفي الأثناء سارعت إلى حمل الناس على النزوح من جديد في عدد من الأحياء والمناطق وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع، زاعمة بأن عناصر المقاومة يواصلون إطلاق الصواريخ من هذه المناطق. وهذه المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي يوسّع فيها الجيش الصهيوني من أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس التي أعلن، الجمعة، بدء عملية عسكرية هجومية فيها.
وقد بدأ جيش الاحتلال هجوما كاسحا على حيّ الجلاء شماليّ قطاع غزة بعد أن دعا سكانه إلى إخلائه، بزعم إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة ووضع حركة حماس بنى تحتية في المنطقة.
وقبل أوامر إخلاء حيّ الجلاء شماليّ خان يونس، أمر جيش الاحتلال السبت، أحياء مركز مدينة غزة والشيخ ناصر وبربخ وأجزاء من منطقة معن، بالإخلاء، مطالباً السكان بالنزوح نحو “المنطقة الإنسانية” المزعومة. كذلك يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في عدة مناطق في قطاع غزة، بما في ذلك رفح.
وجاءت أوامر الإخلاء الجديدة بعد ساعات من ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني، فجر السبت، مجزرة جديدة في حيّ الدرج شرقي مدينة غزة، بعد أن استهدف مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين خلال صلاة الفجر، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى.
وفي وقت اعترف فيه جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وحاول التذرع بوجود عناصر لحركة حماس داخلها لتبرير المجزرة المروعة، نفت الأخيرة المزاعم، فيما أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن من بين الأسماء التي نشرها الاحتلال في قائمة زعم أنها للعناصر المستهدفين، شهداء سقطوا قبل وقوع المجزرة، مشيراً إلى أنه “يستطيع الجزم بأن القائمة مغلوطة ومضللة 100%”.
نسـف مبـان سكنيــة برفـح
من ناحية ثانية، نسف الجيش الصهيوني أمس عددا من المنازل غربي مدينة رفح، كما قامت الآليات العسكرية ترافقها الجرافات الصهيونية بعمليات تجريف واسعة داخل حي البراهمة غرب رفح، بالتزامن مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش وعناصر المقاومة الفلسطينية في حي تل السلطان (غرب) وشرق منطقة زلاطة ومحيط حي التنور شرق المدينة.
أما في وسط قطاع غزة؛ فقد أصيبت طفلة فلسطينية برصاصة في الرقبة جراء إطلاق آليات الجيش الصهيوني نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية شرق دير البلح.
تهجير أكـثر من 75 ألـف شخص
هذا، وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا “الأممية بتهجير أكثر من 75 ألف شخص بجنوب غزة خلال الأيام الماضية.
وقال مدير الوكالة فيليب لازاريني: “على مدى عقود وقع الفلسطينيون في الحروب والصراعات مرات عديدة. وفي الأيام القليلة الماضية فقط نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة”.
وأضاف: “أصدرت السلطات الصهيونية أوامر إضافية تجبر الناس على ترك مواقعهم مجددًا والنزوح. بعضهم كان قادرًا على حمل أطفاله معه وبعضهم كان يحمل أمتعة في حقيبة صغيرة”.
وتابع بأن موجة النزوح تعد أمرًا معقدًا حيث قال: “إن المغادرين لجنوب غزة سيتوجهون إلى أماكن أخرى مزدحمة.
وأردف بأنه “على عكس الحروب السابقة فإن سكان غزة محاصرون وليس لديهم أي متسع مكاني يذهبون إليه”.