مدّد وزير الأمن القومي الصهيوني، المتطرف “إيتمار بن غفير”، منع زيارات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال شهرا إضافيا.
قالت صحيفة صهيونية أمس، إن “بن غفير” “وقع الليلة الماضية أمرا يمدد لمدة شهر آخر منع جميع الزيارات للمعتقلين”. وأضافت: “منذ بداية الحرب، لم تتم زيارة المسجونين عن طريق الزيارات العائلية على الإطلاق”. وأوضحت أن قرار منع الزيارات للأسرى الفلسطينيين يأتي في إطار سياسة تشديد القيود عليهم داخل السجون. وسبق أن أوعز بن غفير بتشديد القيود على الأسرى الفلسطينيين. وبحسب معطيات سلطة السجون الصهيونية، فإنه في الفاتح أوت الجاري بلغ عدد الأسرى في السجون 9881 فلسطينيا.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة في غزة، تحدثت منظمات حقوقية صهيونية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في سجون الاحتلال، ولا سيما في معتقل سدي تيمان سيئ السمعة.
واعتقل الجيش الصهيوني، منذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر الماضي، آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
استشهاد عشرات الأسرى
من ناحية ثانية، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أمس الجمعة، عن استشهاد 44 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال خلال الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و2 جويلية الماضي، وذلك على وقع توالي التقارير حول تصاعد وحشية الانتهاكات الصهيونية المروعة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة، أن هناك 16 حالة وفاة إضافية في صفوف الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، التي تدار بشكل منفصل عن المرافق العسكرية.
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن وثيقة، أن رئيس جهاز الأمن الصهيوني “الشاباك”، حذر من أن ظروف احتجاز الفلسطينيين قد تنتهك اتفاقية أممية ضد التعذيب.
يأتي ذلك بالتزامن مع توالي التقارير الصحفية والحقوقية حول جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان، لاسيما الفلسطينيين الذي اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي.
وفي تقرير بعنوان “أهلا بكم في جهنم”، وثَّق مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، شهادات لعشرات الأسرى الفلسطينيين السابقين في معتقل “سدي تيمان” التابع لجيش الاحتلال.
وأجمعت الشهادات على انتهاكات، منها التجريد من الملابس تماما، والحرمان من النوم، وشح الطعام، والتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء، واستهداف “الأعضاء التناسلية”، وإجراء عمليات جراحية دون تخدير، ضمن إهمال طبي تسبب ببتر أطراف ووفاة أسرى.
والثلاثاء، نشرت قناة صهيونية توثيق الكاميرات الداخلية في معتقل سدي تيمان الذي يخضع لمسؤولية جيش الاحتلال، مشاهد توثّق اعتداء عساكر الاحتلال جنسيا على أسير فلسطيني.
وفي 29 جويلية الماضي، أثيرت ضجة كبيرة في الكيان الصهيوني بعد وصول عناصر من النيابة العسكرية إلى المعتقل للتحقيق مع 9 عساكر اعتدوا جنسيا على أسير فلسطيني، وأطلق سراح 5 منهم لاحقا. وطالب يمينيون صهاينة، بينهم وزراء ونواب، بإطلاق العساكر، ووصفوهم بـ “الأبطال”.
وكان تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نشر في أواخر جويلية الماضي، كشف عن إبعاد الاحتلال آلاف الفلسطينيين عن قطاع غزة، واقتيادهم إلى مراكز اعتقال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعرضوا للتعذيب والتنكيل باستخدام الإيهام بالغرق وإطلاق الكلاب، فضلا عن الاعتداءات الجنسية، ما أسفر عن استشهاد العشرات منهم.