أكد سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، أن إقدام فرنسا على الاعتراف بما يسمى بـ»المخطط المغربي للحكم الذاتي» في الصحراء الغربية المقدم في إطار «السيادة» المزعومة للمغرب، هو «تصعيد خطير في موقفها التقليدي العدواني تجاه الشعب الصحراوي، وحقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال».
أوضح سيدي محمد عمار، أن الموقف الفرنسي الأخير «ليس بالجديد في جوهره وكل ما حدث هو أن فرنسا خلعت قناع التحايل عن وجهها لكي تفصح عن العداء المتأصل اتجاه الشعب الصحراوي».
وجدّد التأكيد بخصوص موقف الطرف الصحراوي إزاء هذه الخطوة -والذي تمّ التعبير عنه «بنحو واضح وصريح»- على أن «اتخاذ فرنسا لموقفها العدواني تجاه الشعب الصحراوي يقصيها تماماً من كل ما له صلة بالجهود الدولية المتعلقة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بما في ذلك مشاركتها في بعثة (المينورسو)»، مضيفاً أن الرسالة «قد بلغت لمن يهمه الأمر».
موقف يعمّق حالة الجمود
ليضيف: «لا عجب أن الخطوة الفرنسية قابلت ردود فعل قوية وواضحة»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة «قد عبّرت عن موقفها على لسان الناطق الرسمي للأمين العام ستيفان دوجاريك بأن مجهودات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصحراء الغربية ستستمر وفقاً لقرارات مجلس الأمن».
وفيما يتعلق بمستقبل عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية في ظلّ هذه التطورات وتأثيرها على مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام، أشار ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة إلى أن «مثل هذه المواقف لا تقود إلاّ إلى تعميق حالة الجمود الحالية التي يرجع سببها الأساسي لتراجع دولة الاحتلال المغربية عن التزاماتها بموجب خطة التسوية الأممية الأفريقية لعام 1991، ثم خرقها لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2020».
وتابع في ذات الصدد «من الممكن أن نرى بعض التحركات من قبل المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا قبل شهر أكتوبر القادم»، مؤكداً في نفس الوقت أنه «من المحتمل أيضا أن تستمر حالة الجمود الحالية ما لم يتخذ مجلس الأمن خطوات صارمة تجاه دولة الاحتلال المغربية لإرغامها على الانخراط الجدي والمسؤول في عملية السلام».
وختم ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة (المينورسو) بالتشديد على أنه «مهما كان التعاطي مع حالة الجمود الحالية، فإن الشعب الصحراوي قال كلمته يوم 13 نوفمبر 2020 حينما أعلن عن استئناف كفاحه المسلح المشروع لتحقيق أهدافه التي لا تقبل المساومة في تقرير المصير والاستقلال وبسط السيادة على كامل ربوع الجمهورية الصحراوية.