في مسيرة طويلة من المقاومة على مختلف الصعد، من العمل الطلابي إلى قيادة المجلس السياسي لحركة حماس، قدّم الشهيد إسماعيل هنية نموذجاً فلسطينياً مقاوماً، وقدّم لفلسطين قائداً سيضاف اسمه إلى قائمة قادتها العظماء.
وُلد هنية في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة في 23 ماي 1963، بعدما لجأ إليه والداه من مدينة «عسقلان» إثر النكبة عام 1948، تخرج عام 1987 من الجامعة الإسلامية بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي، ثم حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية عام 2009.
بدأ نشاطه داخل «الكتلة الإسلامية» التي كانت تمثل الذراع الطلابية للإخوان المسلمين في قطاع غزة، ومنها انبثقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفي عام 1997، عُيِّن رئيساً لمكتب مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، بعد إطلاق سراحه. ثم انتُخب رئيساً للحركة في قطاع غزة عقب استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عام 2004.
ترأس هنية في ديسمبر 2005 قائمة «التغيير والإصلاح» التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006، رشحته الحركة في 16 فيفري 2006 لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين، وتمّ تعيينه في العشرين من ذلك الشهر.
انتُخب في ماي 2017، رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لخالد مشعل. وفي 2021، أعيد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحماس للمرة الثانية على التوالي لدورة تنتهي عام 2025.
تعرّض إسماعيل هنية لعدة محاولات اغتيال، كان آخرها عام 2003، حين نفذ الطيران الصهيوني غارةً استهدفت مجموعة من قيادات المقاومة عقب عملية استشهادية لكتائب القسام.
في 10 أفريل الماضي، استشهد 7 من أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحماس، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده، في مخيم الشاطئ، كما استشهد 10 أشخاص من عائلته، بينهم شقيقته، في قصف استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غربي غزة في 24 جوان.
وصرّح هنية عقب إبلاغه نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده قائلا: «دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني. أنا أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمني به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض أحفادي».