رفضت قيادات دينية ومحلية في الجولان السوري المحتل إراقة «قطرة دم واحدة» بعدما توعّدت سلطات الاحتلال الصهيوني بالرّد على ضربة صاروخية في بلدة مجدل شمس نسبتها الى حزب الله اللبناني.
وتوعّد رئيس الوزراء الصهيوني بالرد على هذا القصف خلال زيارته مجدل شمس، الاثنين، فيما تُبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية، واحتج العشرات من سكان البلدة على زيارة نتانياهو، واحتشدوا خلف حواجز معدنية تحت مراقبة عناصر من الشرطة.
وقالت: «الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل» في بيان ليل الإثنين «نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف».
وشدّدت على أن «التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها».
ويحتل الكيان الصهيوني مرتفعات الجولان السورية منذ حرب جوان 1967، وأعلنت ضمّ أجزاء واسعة منها مطلع الثمانينات من القرن الماضي. ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة، باستثناء الولايات المتحدة في 2019.
ويناهز عدد سكان مجدل شمس 11 ألف نسمة غالبيتهم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية ورفضوا الحصول على الجنسية الصهيونية، وأثارت الضربة في مجدل شمس مخاوف دولية متجدّدة من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب الأحد إن عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، تحاول احتواء مخاطر التصعيد.
المقاومـة جاهـزة للمواجهــة
في الاثناء، وبينما يقرع الكيان الصهيوني طبول الحرب، قال مصدر قيادي في حزب الله اللبناني، أمس الثلاثاء، إن الحزب سوف يرد حتما على أي اعتداء صهيوني محتمل على لبنان، مشددا على أن «قيادة المقاومة في حالة جهوزية كاملة وهي من تحدّد شكل الرد وحجمه.
وفيما يخصّ تهديدات الكيان بالاجتياح البرّي، استبعد القيادي في حزب الله حدوث ذلك، لافتا إلى أنهم يأخذون التهديد الصهيوني على محمل الجدّ، وأشار إلى أن حزب الله قادر على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف.
ونقلت مصادر للاحتلال عن مسؤول مقرّب من نتنياهو أن الكيان الصهيوني سيردّ بطريقة مختلفة عما كان عليه الوضع منذ بداية المواجهة مع حزب الله، وأنها «تستعد لأيام من القتال».
وأضافت إن المجلس المصغّر حدّد الهدف الذي ستتم مهاجمته في لبنان وإن التقديرات ترجّح أن يكون محدودا لكن بتأثير قوّي.
تحذيرات على وقع التصعيد
وعلى وقع تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، توالت دعوات دول عربية وغربية، إلى رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان ومغادرته، وقال متحدّث وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، في مؤتمر صحفي بالعاصمة برلين: «في أكتوبر الماضي، أطلقنا تحذيرًا من السفر ودعونا رعايانا بمغادرة لبنان، والآن نجدّد هذه الدعوة».
وحثّ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في تصريحات الاثنين، رعايا بلاده على «مغادرة لبنان».
من جانبها، قالت الخارجية الأردنية في بيان الاثنين إنها «تهيب بالمواطنين الأردنيين تجنب السفر إلى الجمهورية اللبنانية، حرصاً على سلامتهم وذلك في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن».
والأحد، حثت السفارة الأمريكية والنرويجية في بيروت، ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية، ونظيراتها الدنماركية والفرنسية والبلجيكية على مغادرة لبنان.
وكانت عدة دول قد دعت في الأشهر الماضية رعاياها الى مغادرة لبنان، جراء التصعيد بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة اللبنانية.