تحـوّل إ لى مسلـخ بشري حقيقـي..

لجنة تحقيق توصي بإغلاق معتقل «تيمان»

كشفت لجنة تحقيق صهيونية عن ظروف صعبة للغاية يخضع لها معتقلون فلسطينيون من قطاع غزة في معسكر سدي تيمان في صحراء النقب، وأوصت بإغلاقه ونقل المعتقلين فيه إلى مصلحة السجون الصهيونية.
وقالت هيئة البث الصهيونية إن لجنة استشارية معنية بأوضاع المعتقلين الفلسطينيين من غزة قدمت استنتاجاتها إلى رئيس أركان جيش الاحتلال.
 في الأثناء، أفادت مصادر إعلامية صهيونية بأن وزير الدفاع يوآف غالانت طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتحقيق في منع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الشرطة من التحرك ضد مقتحمي المعسكر.
وشهد الكيان توترا أمنيا وعسكريا غير مسبوق بعد اقتحام محتجين معسكر بيت لبيد، احتجاجا على اعتقال عساكر متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا.
وكان نحو 1200 صهيوني حاصروا المعسكر والمحكمة العسكرية المتاخمة له وطالبوا بالإفراج عن العساكر المحتجزين، ليدفع ذلك رئيس الأركان هرتسي هليفي إلى تعليق اجتماع مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية بشأن الحرب في الجبهة الشمالية، والانطلاق صوب المعسكر.
كما قرر الجيش الصهيوني سحب قوات من الضفة الغربية واستدعاء عساكر كانوا مكلفين بالقتال في قطاع غزة لنشرهم حول المعسكر والمحكمة.
واندلعت صدامات بين عناصر الشرطة العسكرية وقوات من وحدة عساكر الاحتياط المتهمين بتعذيبهم للأسرى بعد أن حاولوا منع توقيف العساكر للتحقيق معهم. وأفادت صحيفة صهيونية بأنه تقرر الإبقاء على عسكري رهن الاحتجاز من بين 9 متهمين بأنهم نكّلوا بأسير فلسطيني.

مسالـخ بشريـة

من جهتها، ذكرت صحيفة للاحتلال أن 48 أسيرا فلسطينيا استشهدوا داخل السجون الصهيونية منذ بداية الحرب على غزة، مع الإشارة إلى أن 36 منهم ارتقوا في سجن «سدي تيمان.» وأفادت الصحيفة بأن الجيش فتح تحقيقا لكنه لم يعتقل أيا من العساكر المتهمين حتى الآن.
بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني إن معكسر سدي تيمان هو العنوان الأكبر لجرائم التعذيب بحق معتقلي غزة، وأكد النادي أن أغلب معتقلي غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري، كما لا تزال جثامين عشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في المعسكرات والسجون محتجزة.
ودعا نادي الأسير إلى عقد جلسة طارئة لهيئة الأمم المتحدة بشأن ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكرات من عمليات قتل، وتعذيب، واغتصاب، وتجويع، وإذلال.

 اعتـداءات لاإنسانيـة

يأتي هذا في ظل تصاعد الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال داخل السجون بما فيها الاعتداءات الجنسية، حيث وصل أحد الأسرى الجرحى الفلسطينيين إلى مستشفى صهيوني بحالة سيئة بعد الاعتداء عليه جنسيا داخل معتقل «سدي تيمان» الذي يفتقر لأدنى درجات التعامل الآدمي مع الأسرى.
والمفارقة أن عسكريين حاولوا منع الشرطة العسكرية من دخول المعتقل والتحقيق فيه، وأدى ذلك إلى شغب في المكان، فيما وصل عدد من الصهاينة المتطرفين للاحتجاج أمام مركز الاعتقال، مطالبين بعدم التعرض للجناة، إلى جانب عدد من أعضاء الكنيست.
وتجمع أعضاء في الكنيست ونشطاء من اليمين المتطرف أمام بوابات المعسكر تضامنًا مع العساكر المعتدين ومنعا لمحاسبتهم على جرائمهم الرهيبة.
من جانبه، وقف وزير الأمن الوطني المتطرف إيتمار بن غفير إلى جانب المشتبه بهم، قائلا: «إن مشهد ضباط الشرطة العسكرية القادمين لاعتقال أفضل أبطالنا في الميدان مخجل».
ويشير ما يجري إلى تآكل الانضباط والتفكك داخل جيش الاحتلال، والظهور بصورته الحقيقية بأنه جيش مجرم يمارس الوحشية وكل أنواع الإبادة بعيداً عن الأخلاق والقوانين التي كان يجمّل نفسه بها طيلة السنوات الماضية.
في وقت سابق، كشف مطلعون وعاملون في مراكز الاعتقال الصهيونية، عن انتهاكات واسعة وغير إنسانية بحق الفلسطينيين هناك، أبرزها التعذيب، وليس أقلها الإهمال الطبي.
ونشر موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكي تقريرًا يكشف عن الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين المحتجزين في معتقل «سدي تيمان» بناءً على شهادة عدد ممن عملوا في المعتقل الذين أكدوا تعرّض المعتقلين للتعذيب والإهمال الطبي والاحتجاز في ظروف قاسية حيث يُحرمون من الحركة والكلام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024