مازال شلال الدم يتدفق في مختلف مناطق قطاع غزة مع مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر الرهيبة ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار وتواصل عمليات النزوح، خصوصا من مناطق جنوب خان يونس.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الدموية الصهيونية إلى «39 ألفا و324 شهيدا و90 ألفا و830 إصابة»، منذ 7 أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي للوزارة لعدد شهداء وجرحى الحرب المستمرة لليوم الـ297 على القطاع.
وقالت الوزارة إن «الاحتلال الصهيوني ارتكب 3 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 66 شهيدا و241 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأوضحت أنه «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وبجانب حصيلة الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الحرب الصهيونية المدمرة على غزة أكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال ونزوح أكثر من 95 بالمائة من السكان.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بوصول 5 شهداء إلى مشرحة مستشفى ناصر الطبي بخان يونس كما استشهد طفل صباح أمس متأثرًا بإصابته في قصف لمنزل عائلته قبل أيام في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وشنّت طائرات الاحتلال غارة على مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما وأطلقت آليات الاحتلال نيرانها تجاه منازل المواطنين في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس.
كما دمر طيران الاحتلال صباح أمس الأحد مسجد أم حبيبة في منطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال تحت بند «سمح بالنشر» مقتل عسكري متأثرا بجروحه التي أصيب بها خلال عمليات الجيش في جنوب قطاع غزة.
واستنادا إلى معطيات جيش الاحتلال، فإن عدد العساكر القتلى منذ بداية الحرب ارتفع إلى 689 بينهم 328 بالمعارك البرية في غزة، التي بدأت في 27 أكتوبر الماضي.
الاحتلال يدّق طبول الحرب على لبنان
في الأثناء، وبالموازاة مع جرائمه ضد الفلسطينيين، قرر الكيان الصهيوني التصعيد ضد لبنان، بعد اتهامه لحزب الله بالمسؤولية عن هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان المحتل مساء السبت أسفر عن مقتل 12 طفلا وفتى.
وقد حذرت بعثتا الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام «يونيفيل» في لبنان، أمس الأحد، من اشتعال «صراع أوسع بين الكيان الصهيوني وحزب الله قد يغرق المنطقة في كارثة»، على خلفية مقتل 12 شخصا في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل.
جاء ذلك في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو.
واستنكر الطرفان في البيان، «مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس»، وأكدا ضرورة «حماية المدنيين في جميع الأوقات».
وحثّا «الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار، الذي قد يشعل صراعا أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها».
تحركـات لخفض التوتـر
والسبت، نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن متحدث اليونيفيل أندريا تيننتي، أن قواته «على اتصال بالأطراف (لبنان والكيان) لمحاولة خفض التوتر» الحدودي عقب حادثة مجدل شمس.
والسبت أيضا، أدانت الحكومة اللبنانية في بيان «كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين» عقب الهجوم الصاروخي الذي أدى لمقتل مدنيين في بلدة مجدل شمس الدرزية بالجولان السوري المحتل.
وبينما اتهم الجيش الصهيوني «حزب الله» بالوقوف وراء الهجوم وهدد بالرد عليه، نفى الحزب مسؤوليته عن ذلك، وقال في بيان لاحق: «تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس».
وأضاف: «نؤكد أنه لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وننفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص».
كما أبلغ حزب الله الأمم المتحدة أن حادث مجدل شمس، سببه سقوط صاروخ اعتراضي صهيوني على ملعب كرة القدم.
وكان الحزب أعلن بالفعل قبل وقت قصير من حادث مجدل شمس، استهداف 4 مواقع عسكرية شمال فلسطين، ردا على اعتداءات الجيش الصهيوني على جنوب لبنان، لكنه لم يتحدث في بياناته مطلقا عن استهداف بلدة مجدل شمس.
يأتي ذلك فيما حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، في بيان السبت، من سعي الكيان الصهيوني لإشعال الفتن بالمنطقة بعد اتهامها «حزب الله» بالتورط في قصف بلدة مجدل شمس رغم نفي الحزب لذلك.
هذا، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى اتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، أكد خلاله أن «لبنان يتعرض لعدوان صهيوني متواصل منذ 9 شهور».
وتابع بري بأن نفي المقاومة اللبنانية لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل «يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عما حصل».
في الاثناء، تعالت في دولة الاحتلال الأصوات المنادية بالحرب على حزب الله اللبناني، ودعا وزير ما يُمسى الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، إلى حرب على لبنان فورا.
على جانب آخر، قال وزير المالية الصهيوني، المتطرف بلتسئيل سموتريتش، إنه يجب اغتيال زعيم المقاومة اللبنانية، ردا على ما حصل في مجدل شمس المحتلة.
وقد قطع نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاد لاتخاذ قرار يخشى أن يدخل المنطقة في حرب شاملة.
من جانبه، حمّل وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن حزب الله المسؤولية عن إطلاق الصاروخ على الجولان المحتل. وقال « نؤيد حق الكيان في الدفاع عن مواطنيه».
أهالي مجدل شمس يطردون سموتريتش
من ناحية ثانية، طرد عدد من أهالي مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ثلاثة وزراء في حكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو وعضو كنيست، جاءوا لحضور مراسم تشييع قتلى سقطوا السبت، عقب سقوط قذيفة يعتقد أنها صاروخ من القبة الحديدية على ملعب لكرة القدم.
وهاجم عدد من الأهالي وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه «ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان»، كما أنهم طردوا باقي الوزراء.
ودعا الأهالي وزراء الحكومة المتطرفة إلى عدم استغلال الحادثة التي حصلت في مجدل شمس لأهداف سياسية وأجندة صهيونية.