بعد ثلاثة جولات اتّسمت بالفشل، عقد الروس والأوكرانيون، أمس، جولة مفاوضات رابعة عبر الفيديو بالتزامن مع توسّع رقعة النزاع العسكري بين البلدين مع وصول المعارك إلى الغرب الأوكراني غير بعيد عن حدود الناتو. وكان الرئيس الروسي بوتين قد تحدث الجمعة عن تقدم إيجابي في المفاوضات، في حين أشار نظيره الأوكراني زيلينسكي إلى تبني روسيا “نهجا مختلفا بشكل جوهري” في المحادثات.
عقد مسؤولون روس وأوكرانيون جلسة مفاوضات جديدة صباح أمس، في أجواء “أكثر إيجابية” من السابق، على الرغم من توسع النزاع في الأيام الأخيرة إلى غرب أوكرانيا على أبواب حلف شمال الأطلسي، وقال ميخائيلو بودولياك، وهو أحد المفاوضين الأوكرانيّين، إن الجولة الجديدة تركز على التوصل لوقف إطلاق النار، وسحب القوات، والضمانات الأمنية التي تطلبها كييف.
وقتل آلاف العسكريين منذ نحو 21 يوما أي منذ بدء الحرب الأوكرانية في 24 فيفري الماضي. وأفادت كييف، السبت، مقتل “حوالي 1300” عسكري أوكراني. من جهتها، أعلنت موسكو في الثاني من مارس عن مقتل 498 عسكري، ولم يتم تحديث الحصيلة مذاك، بينما تحدّثت مصادر أخرى عن أعداد أكبر من القتلى في صفوف الجانبين.
وبين المدنيين، سقط العديد من الضحايا كما قُتل أول صحافي في النزاع الأحد وهو الأمريكي برنت رينو، فيما طالبت وكالات أممية عدة في اليوم نفسه بوقف الهجمات على الطواقم والبنى التحتية الصحية في أوكرانيا.
بارقة أمل
على الرغم من التصعيد العسكري، هناك بارقة أمل في الجانب السياسي بعدما فشلت الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات التي عُقدت في بيلاروس ثم اللقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا الخميس.
في السياق تحدّث مفاوض روسي عن إحراز “تقدّم كبير” في المفاوضات مع أوكرانيا. وقال المفاوض ليونيد سلوتسكي، “توقّعاتي الشخصية هي أن يتوصل هذا التقدم قريبا جدا إلى موقف مشترك بين الوفدين وإلى وثائق لتوقيعها”.
وبعد وقت قصير، أشار ميخايلو بودولياك أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تويتر إلى أن موسكو توقفت عن تحديد “مهل نهائية” في كييف وبدأت “تُصغي بانتباه إلى اقتراحاتنا”.
ويحمل هذان التصريحان الكثير من التفاؤل ويتوافقان مع تصريحات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث عن “تقدم إيجابي” في المفاوضات، والأوكراني زيلينسكي الذي أشار في اليوم التالي إلى تبني روسيا “نهجا مختلفا بشكل جوهري” في المحادثات.
زيلينسكي يريد لقاء بوتين
سبق أن أشار زيلينسكي إلى أن وفده لديه “مهمة واضحة: القيام بكل شيء لعقد لقاء بين الرئيسين. وهو اجتماع ينتظره الناس، أنا متأكّد من ذلك”.
وقالت روسيا في وقت سابق إنّ الكرملين لن يرفض مثل هذا الاجتماع لبحث قضايا “محدّدة”، لكن لم ترد تفاصيل أخرى.
وقالت أوكرانيا في السابق إنّها مستعدّة للتفاوض مع روسيا، لكنها غير مستعدّة للاستسلام في الصراع.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، التقى مسؤولون أمريكيون وصينيون كبار أمس الاثنين في روما لبحث وقف الحرب وتداعياتها.