الأستاذ مبروك كاهي لـ«الشعب»:

دعــم الجزائــر لقضايــا التحرّر مبــدأ لا يتغــير

عزيز.ب

يرى أستاذ العلاقات الدُولية مبروك كاهي، أن دعم الدبلوماسية الجزائرية لقضايا التحرّر ينطلق من عدة مبادئ، أولها التجربة المريرة التي مرت بها الجزائر والتكلفة العالية لاسترجاع الاستقلال الوطني والسيادة الجزائرية، والمبدأ الثاني ينطلق من أسس القانون الدولي الذي يعطي للشعوب المستعمرة حقّ تقرير مصيرها غير القابل للتصرف، وهو مبدأ لم يتغير بتغيير الأوضاع الجيواستراتيجية الدولية، مشيرا إلى أن دعم الجزائر لقضايا التحرر هو مبدأ إنساني لا يتغير بتغيير الظروف المحيطة.

أكد مبروك كاهي، أن دعم قضايا التحرر من قبل الدبلوماسية الجزائرية لا يتوقف بمجرد تحقيق الهدف بل يدعم أيضا الحفاظ على هذه المكتسبات من خلال احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام وحدة وسلامة ترابها الوطني وقد جاهرت الجزائر مرارا بهذا المبدأ ولم تنجر وراء الإغراءات والتهديدات وهناك أكثر من نموذج لا يكفي المجال لذكرها جميعا على غرار غزو العراق إلى جانب زرع الفوضى الأمنية في ليبيا، ذلك أن المساس بالسيادة الوطنية والتدخل الخارجي يعيد هذه الدول لمربعها الأول.
في السياق، أضاف أستاذ العلاقات الدُولية في اتصال مع «الشعب»، أن الجزائر دعت أيضا للمحافظة على الخط الثابت للاتحاد الإفريقي كمنظمة وحدوية ناجمة عن تحرر الدول الإفريقية.
 حرص على مثانة الجدار الإفريقي العربي
ودعمه لقضايا التحرّر فالدبلوماسية الجزائرية وعلى لسان وزير الخارجية حريصة كل الحرص على عدم المساس بالجدار الإفريقي العربي وأن يبقى ثابتا وأن لا يحدث أي انشقاق داخل المنظومة الإفريقية برفض حصول الكيان الصهيوني على بطاقة عضو مراقب لكونها دولة محتلة لا تحترم القانون الدولي وتخرج عن الشرعية، فدعم قضايا التحرر يقتضي الدفاع عن أهداف ومبادئ التحرّر.
أما بخصوص القضية الصحراوية والقضية الفلسطينية، قال كاهي أن الجزائر تضعهما ضمن أولياتها، وتدافع عنهما في المحافل الدولية وتصرّ على حلهما وفق القانون الدولي والشرعية الدولية،  غير أن تقاعس المنتظم الدولي في إيجاد حل جذري وفق مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي ورضوخه لأهواء القوتين المحتلتين الكيان الصهيوني والمغرب، ساهم بشكل أو بآخر في عديد النزاعات سواء في أوربا إفريقيا وآسيا مما يهدّد السلم والأمن الدوليين، فقضايا التحرّر وتقرير المصير هما ركيزتا السلم والأمن الدوليين، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، الصحراء الغربية آخر مستعمرة افريقية، رغم جميع محاولات المخزن لتغيير الواقع إلا أن كل مناوراته باءت بالفشل، ببساطة لا يمكن التحايل عن القانون والجزائر تدعم بقوة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ليس تصفية حسابات كما يروج له الكثير، فالجزائر دعمت حق تيمور الشرقية في تقرير مصيرها وجلاء الاحتلال الاندونيسي رغم العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر باندونيسيا، لكن المبدأ مقدس نفس الشيء مع عدة شعوب فكيف لا تقف الجزائر مع الصحراويين وحقهم ثابت يعترف به الجميع بما فيه المخزن غير أنه يريد الالتفاف عليه، كما أن دعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مبدأ راسخ لدى الدولة الجزائرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024