دعوات للتحقيق في مصير المفقودين والمقابر الجماعية

بايـدن مدعـوّ للانخـراط في جهود حــل الأزمـة اللّيبيـة

جلال بوطي

  يعرف المشهد اللّيبي حالة نسبية من الاستقرار بعد تأكيد خروج القوات الأجنبية والمرتزقة في الموعد المحدد، وفق التزام اللجنة العسكرية المشتركة 5+5. في حين دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى التحقيق في مصير مئات المفقودين من سكان مدينة ترهونة وفي المقابر الجماعية. وبدوره دعا معهد كاتو الأمريكي الرئيس المنتخب جو بايدن إلى تفادي الوقوع في مستنقع الحرب في ليبيا، التي حوّلت البلاد إلى «صومال جديد».
أفادت «رايتس ووتش» على موقعها الإلكتروني أنه جرى إخراج 120 جثة من 27 مقبرة جماعية عثر عليها حتى الآن بمدينة ترهونة، جنوب البلاد، ودعت المنظمة الحقوقية حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إلى التحقيق في مصير السكان المفقودين. ونقلت المنظمة، الخميس، عن الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين الحكومية أن 338 شخص على الأقل من سكان ترهونة فقدوا بعد سيطرة ميليشيات، على المدينة العام 2015.
 قالت «هيومن رايتس ووتش» تصدّر اسم مدينة ترهونة الواقعة على مسافة 80 كلم جنوب العاصمة طرابلس عناوين الأخبار في ماي إثر العثور على مقابر جماعية فيها وصفتها الأمم المتحدة بأنها «مروّعة». واكتشفت أوّل مقبرة جماعية غداة انسحاب قوات القيادة العامة التابعة لخليفة حفتر من المدينة وتراجعها نحو وسط البلاد وشرقها وجنوبها، وذلك إثر إخفاق هجوم شنته للسيطرة على العاصمة حيث مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المعترف بها من طرف الأمم المتحدة.

تحذير من مستنقع الحرب

في سياق آخر، قال المعهد الأمريكي لدراسات السياسات العامة، أن على إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن رفض الآراء الداعية إلى إعادة الانخراط في مستنقع ليبيا، حتى تتجنب تكرار سياسة سابقة باراك أوباما، ودعا المعهد الرئيس المنتخب إلى الضغط على دول فاعلة في المشهد اللّيبي.
قال معهد «كاتو»، وهو مركز أبحاث ليبرالي مقره في واشنطن، إن على بايدن إنتاج سجل بناء في السياسة الخارجية، من خلال نبذ الكثير من إرث إدارتي أوباما وترامب السابقتين، معتبراً التدخلات العسكرية لواشنطن وحروب تغيير النظام لم تفعل شيئاً سوى إحداث الفوضى من البوسنة وكوسوفو إلى العراق وسوريا واليمن، متسببة في معاناة إنسانية هائلة، مضيفاً: «وتعد ليبيا مثالاً بارزاً على ذلك».
كما أشار المعهد الأمريكي في تقريره إلى أنموذج حكم النظام الليبي السابق الذي برغم مساوئه، كان قادراً على الحفاظ على قدر ضئيل من الاستقرار والنظام، وكانت ليبيا مجتمعاً حديثاً مع تنعمه بقدر من الازدهار». ومع ذلك رأى «كاتو» أن ليبيا مثلها مثل عديد المستعمرات السابقة للقوى الأوروبية كانت «كياناً هشاً مع بعض الانقسامات المجتمعية والسياسية الرئيسية. إذ تقاتلت القبائل المتنافسة في الأجزاء الغربية والشرقية من البلاد بشكل متكرر».

«صومال جديد»

يضيف تقرير المعهد الأمريكي، أنه بدلاً عن بلد مستقر، وإن كان قمعياً، أصبحت ليبيا «الصومال الجديد» على عتبة البحر الأبيض المتوسط. وبعد سنوات اندمج القتال في صراع على السلطة بين كيانين متنافسين، «حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر؛ فيما أصبحت ليبيا بشكل متزايد اللعبة الجيوسياسية للعديد من القوى الخارجية».
ذكر «كاتو» أنه من باب الإنصاف، «عارض جو بايدن بدء التدخل العسكري؛ ففي مذكراتهما، أكد كل من وزير دفاع أوباما، روبرت غيتس، ونائبه مستشار الأمن القومي، بن رودس، هذه النقطة». ويتذكر الأخير اجتماعاً مهماً للرئيس أوباما وفريق سياسته الخارجية، قال فيه بايدن إن التدخل «جنوناً.. فلماذا يجب أن نتورط في حرب أخرى في دولة ذات أغلبية مسلمة؟!». ونبه المعهد بأنه من الواجب على الرئيس الجديد أن يلتزم بشدة بممارسة هذا الحذر الحكيم عندما يتولى منصبه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024