أكّد الكاتب والمحلل السياسي الصحراوي، حمة المهدي، أن من بين أهم مخرجات مجلس الأمن الدولي المنعقد الأسبوع الفارط حول آخر التطورات في الصحراء الغربية، هو ضرورة احترام الأسس القانونية للنزاع في الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار ورفض القرارات الأحادية الجانب، والتي تؤثّر سلبا على الجهود الأممية على غرار إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب السيادة المزعومة للاحتلال المغربي على الصحراء الغربية.
قال حمة المهدي إن إجماع كل الدول الأعضاء على دعم العملية السياسية بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي من شأنه أن يعزز الموقف الثابت للاتحاد الإفريقي، الذي كلّف خلال قمّته الأخيرة مجلس السلم والأمن الإفريقي بإعداد تقرير مفصل للقمة القادمة عن التطورات في الصحراء الغربية، وجمع طرفي النزاع الجمهورية الصحراوية والاحتلال المغربي إلى طاولة النقاش للتمهيد لوقف إطلاق النار، وإيجاد حل سياسي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، مع تزايد الضغط الدولي باتجاه تعيين مبعوث أممي جديد الى الصحراء الغربية ووضع القضية الصحراوية ضمن الأجندة الأممية.
وأَضاف الكاتب الصحراوي في اتصال مع «الشعب»، أن جبهة البوليساريو، أكّدت في رسالة اعتمدت كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن الدولي بأن إعلان ترامب يعيق جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الرامية إلى التوصل إلى حلّ سلمي لمسألة الصحراء الغربية، ويشجّع الدولة المغربية المحتلة على الاستمرار في احتلالها غير القانوني وأعمالها العدوانية التي أدت بالفعل إلى عدوانها العسكري على الإقليم الصحراوي المحرر في 13 نوفمبر 2020، وبالتالي إلى إنهاء وقف إطلاق النار القائم منذ عام 1991.
بخصوص التطبيع الكامل للاحتلال المغربي مع الكيان الصهيوني، وصف حمة المهدي الخطوة بالعار الجديد والخنجر المسموم في ظهر القضية الفلسطينية، ويكشف الوجه الحقيقي لنظام الاحتلال المغربي العدواني والتآمري على حقوق الشعوب وقضايا الأمة العربية والإسلامية العادلة والتحالف ضد المقدسات مع الصهاينة في صفقة الخزي والعار الرامية إلى تهويد القدس الشريف، وتدمير المسجد الأقصى المبارك، ومقايضة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين باحتلال المغرب للصحراء الغربية، مشيرا الى أن ذلك لن يزيد الشعبين الصحراوي والفلسطيني إلاّ تمسّكا بالكفاح الوطني ونهج المقاومة حتى دحر المحتل الغازي وتحرير الأوطان من براثن الغزاة.