المسؤول الصحراوي، حمدي عمار التوبالي لـ«الشعب»:

نحن دعاة سلام، لكن الحرب فُرضت علينا

عزيز. ب

أكد حمدي عمار التوبالي، مسؤول العلاقات الخارجية باتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، أن قضية الصحراء الغربية تبقى قضية تصفية استعمار، وينبغي معالجتها في إطار الأمم المتحدة وهذا كما جاء على لسان الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الذي جدّد التأكيد على أن المواقف الأحادية للدول لا يمكنها أن تحدد الوضع القانوني للصحراء الغربية، مما يجعلها إقليما غير محكوم ذاتيا ولا يتمتع بالاستقلال، وبالتالي يبقى خاضعا لعملية تصفية الاستعمار.
قال حمدي عمار التوبالي إن جميع الدول المشاركة في اجتماع مجلس الأمن الأخير التي دعت إليه ألمانيا حول آخر التطورات في الصحراء الغربية، لم تتفق مع المذهب الذي ذهب إليه ترامب عبر اعترافه غيرالشرعي بمغربة الصحراء الغربية المحتلة، نفس الشيء بالنسبة للأمم المتحدة التي اعتمدت نفس الموقف عبر تصريحات أمينها العام انطونيو غوتيريس التي جاءت في نفس اليوم مباشرة، عقب قرار ترامب الشاذ، كما أن هذه المواقف الواضحة التي تبنتها الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، تم تأكيدها وبشكل دقيق ومفصّل على لسان الناطق الرسمي للأمين العام ستيفان دوجاريك، حين جدّد التأكيد على أن المواقف الأحادية للدول لا يمكنها أن تحدّد الوضع القانوني للصحراء الغربية. مما يجعلها إقليما غير محكوم ذاتيا ولا يتمتع بالاستقلال، وبالتالي فإن الصحراء الغربية تبقى أرضا محتلّة خاضعة لعملية تصفية الاستعمار، كما تنصّ عليه جميع قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

انتكاسة 30 سنة من الحياد الأمريكي

أوضح حمدي عمار أن إعلان ترامب المنتهية ولايته، مرفوض بالنسبة للشعب الصحراوي جملة وتفصيلا، ليس فقط لأنه يتعارض مع القانون الدولي، بل كذلك من منطلق أنه لا ترامب ولا الولايات المتحدة الأمريكية يمتلكان السيادة على الصحراء الغربية حتى يعترفان بها لأي كان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الاحتلال المغربي للصحراء الغربية لم يتم الاعتراف به لما يزيد عن أربعين سنة من قبل أي من المنظمات الدولية التي تشكل المنتظم الدولي أو ما يعرف بالمجتمع الدولي، وأعني هنا بالخصوص الأمم المتحدة، إضافة الى المنظمات القارية كالاتحاد الإفريقي الذي يعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وأيضا الاتحاد الأوروبي الذي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهو ما يعني في الحقيقة موقف شاذ داخل الولايات المتحدة الأمريكية، دفع بالكثيرين من صناع القرار داخل الكونغرس الأمريكي ومجلس النواب لمعارضته، واعتبروه انتكاسة كبيرة لثلاثين سنة من السياسات الأمريكية في المنطقة، كما أنه يحرمها من لعب دور محوري في البحث عن حل بالصحراء الغربية، وانطلاقا من كل هذه المعطيات التي تم ذكرها، فإن قرار ترامب يبقى قرارا مرفوضا بالنسبة لنا أولا وبالنسبة للمجتمع الدولي، كما أنه لا يجوز ان يبقى هذا القرار حاملا لاسم دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية التي يفترض أنها تدافع عن القانون الدولي، وعن قرارات الأمم المتحدة.

نحن دعاة سلام

وبخصوص الوضع السائد في الصحراء الغربية، منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، قال حمدي إن الوضع هو حرب شاملة، منذ يوم 13 نوفمبر الماضي، فالاحتلال المغربي كما تعلمون قام بخرق سافر لوقف إطلاق النار من خلال مهاجمة قواته العسكرية للمدنيين الصحراويين الذين كانوا يتظاهرون وبشكل سلمي أمام ثغرة غير شرعية بجدار الذل والعار المغربي، بمنطقة الكركرات، والشعب الصحراوي تحت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب، قرّر العودة الى الكفاح المسلح لفرض خياراته في تحرير كافة ترابه الوطني وبسط سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كل شبر من تراب الصحراء الغربية، انسجاما مع كل الطرق المشروعة التي تكفل للشعب الصحراوي حق الدفاع عن النفس وعلى رأسها الكفاح المسلّح، وبطبيعة الحال جبهة البوليساريو كذلك قالت ولا زالت تقول بأننا لسنا دعاة حرب، بل نحن مع السلام ومع تحقيق السلام العادل الذي يحترم حق شعبنا في الحرية والاستقلال، ومع فرض احترام القانون الدولي والشرعية الدولية، ولهذا السبب بالتحديد منحنا للمنتظم الدولي ثلاثين سنة من السلام، ولكن للأسف الشديد فشلت الأمم المتحدة حتى الساعة في تطبيق قراراتها وتنفيذ القانون الدولي بالصحراء الغربية، مما دفع بالشعب الصحراوي إلى اتخاذ قراره النهائي في توّلي زمام الأمور بيده، وتحريك الملف بالشكل الحقيقي وفرض خياراتنا السياسية والوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024