حذّر مسؤول إيراني من أن بلاده ستعتبر وصول غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج عملا عدائيا، في حين أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب تراقب الوضع وتتحسّب لهجوم إيراني أو حرب خاطفة.
قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل، إنه إذا ما وصلت غواصة إسرائيلية إلى الخليج، فإن بلاده ستعتبر ذلك عملا عدائيا و»من حقنا الثأر حينئذ».
وخاطب الإسرائيليين قائلا، إنه يوجّه رسالة واضحة لهم، مفادها أن عليهم أن يكونوا حذرين، وأنه إذا وصلت غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج «فستكون هدفا رائعا بالنسبة لنا». وأكد أن إحضار الإسرائيليين بالقرب من إيران، قد يخلق مشاكل لدول الجوار. وبشأن اتهام بلاده بتوجيه مجموعات عراقية للقيام بأعمال عسكرية نيابة عنها، قال عَمّويي إن لبلاده علاقات مع المجموعات العراقية، لكن هذا لا يعني أنها تحتاج لمساعدتها. وأضاف، أن طهران إذا أرادت أن تقوم بعمل انتقامي فستفعل ذلك بشكل رسمي، ولا تحتاج لوكلاء للقيام بهجمات ضد إسرائيل.
مواجهة خطرة
من جهته، قال الناطق باسم جيش الاحتلال، إن إسرائيل تراقب الوضع في العراق واليمن تحسبا لهجوم إيراني أو حرب خاطفة، في حين تستمر مؤشرات التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران. وأضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن تصريحات الجيش الأخيرة بشأن الحرب الخاطفة تأتي في هذا السياق، رافضا التعليق على توجّه غواصة إسرائيلية إلى منطقة الخليج قبل أيام.
ولكنه في المقابل، أكد أن نشاط الجيش الإسرائيلي، بما فيه البحري، يشمل كافة مناطق الشرق الأوسط البعيدة والقريبة، على حد قوله.
من جانب آخر، دعا قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، قواته لليقظة والاستعداد، وأكد خلال تفقده قواته في جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، على جاهزيتها للدفاع عن أمن إيران.
وكان مصدر إيراني رسمي قد أكد إنه يجب على إسرائيل معرفة أن ردّ طهران على أي اعتداء على الأمن القومي سيكون قويا وواسعا. وأضاف، أن إسرائيل تبحث عن ذرائع لجر المنطقة إلى توتر يخلق الفوضى في أيام رئاسة ترامب الأخيرة.
وفي السياق، قال المتحدث السابق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسيني نقوي، إن إسرائيل قلقة من التغيير المرتقب في إدارة البيت الأبيض. وأضاف، أن تل أبيب تبحث عن ذريعة لخلق توتر واسع وجر المنطقة إلى مواجهة خطرة خلال الأيام الأخيرة من ولاية ترامب، على حد تعبيره.
وأضاف، «حتى إعلان إسرائيل إرسال غواصة إلى المنطقة، كل هذا يدخل ضمن محاولة استفزاز إيران لدفعها للمواجهة العسكرية. وأقول للكيان الصهيوني والولايات المتحدة، إن إيران سترد بقوة وبسرعة على أي تهديد تتعرض له».
تحذيرات متواصلة
وتتوالى التحذيرات المتبادلة من التصعيد بين واشنطن وطهران منذ عدة أيام، وكان آخرها تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطلق تهديدات متهورة وخطيرة، وسيتحمل مسؤولية أية أخطاء غير محسوبة.
كما قال أمير حسين قاضي زاده هاشمي، النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، إن بلاده ليست قلقة من دخول الغواصة النووية الأمريكية «يو.إس.إس جورجيا» مياه الخليج، مشيرا إلى أن القوات الإيرانية قادرة على اصطيادها بشبكة صيد.
وبالتزامن مع هذه التصريحات، نفت السفارة الأمريكية في بغداد إخلاءها الموظفين خشية هجمات انتقامية مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ومع أن الجيش العراقي أعلن أن «جماعة خارجة عن القانون» هي المسؤولة عن قصف السفارة الأمريكية الأخير، الذي سبب خسائر مادية طفيفة؛ فقد قال ترامب إن الصواريخ جاءت من إيران، وتوعد بالرد.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن أمن بلاده أمانة في عنق الحكومة، وأنها لن تخضع للمغامرات، كما وعد بالاستعداد «للمواجهة»، وذلك بعدما تبادلت أمريكا وإيران التهديدات إثر تعرّض السفارة الأمريكية في بغداد، الأحد الماضي، لقصف صاروخي.
وقال الكاظمي في تغريدة، إن «أمن العراق أمانة في أعناقنا ولن نخضع لمغامرات أو اجتهادات».