أكّدت الحكومة الصّحراوية أنّ تمسّك مجلس الأمن بالطبيعة القانونية للقضية الصحراوية إدانة لسياسة الاحتلال المغربي الرامية الى مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
الحكومة الصحراوية وفي بيان أصدرته أمس الثلاثاء عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية الإثنين، أكّدت أنّ «تمسّك مجلس الأمن بالطبيعة القانونية للقضية الصحراوية والحل السلمي المبني على أساس قرارات الشرعية الدولية، يشكل إدانة لسياسة الاحتلال والمتواطئين معه، والرامية الى مصادرة حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وضربة قوية لتصريح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته».
وجاء في البيان الذي أصدرته الحكومة الصحراوية، أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة إخبارية مساء الاثنين بطلب من ألمانيا توصّلت بإحاطتين من قبل السيدة بنتوكيتا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة مكلفة بإفريقيا في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات حفظ السلام، والسيد كولين استيوارت الممثل الخاص للأمين العام للصحراء الغربية ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية «المينورسو».
إجماع دولي على الحل السّلمي
خلال الجلسة تمّت إحاطة المجلس بمبادرة المغرب خرق وقف إطلاق النار بمنطقة الكركرات، واستئناف القتال بين الجانبين تباعا لذلك.
وقد وجّه بعض أعضاء المجلس الدولي انتقادات قوية لتصريح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، الذي تفقد إدارته حق صياغة القرارات الخاصة بالصحراء الغربية الذي كانت تتمتّع به سابقا.
وفي السياق، تمسّك مجلس الأمن بالطبيعة القانونية للقضية الصحراوية والحل السلمي المبني على أساس قرارات الشرعية الدولية، ما شكّل إدانة واضحة لسياسة الاحتلال والمتواطئين معه.
الاتحاد الافريقي سيعقد جلسة استثنائية
أكّد رئيس مجلس الامن الدولي، المندوب الدائم لجنوب افريقيا، في تصريح للصحافة بعد الجلسة، أن القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي حول إسكات البنادق التي عقدت مؤخّرا قرّرت عقد جلسة استثنائية لمجلس السلم والأمن بحضور الدولتين العضويين في الاتحاد الافريقي، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، من اجل التوصل الى وقف جديد لإطلاق النار وحل على أساس تطبيق حق تقرير المصير، تماشيا مع مبادئ وأهداف الاتحاد الافريقي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.
القرارات الأحادية لا تلزم إلاّ أصحابها
انتقد رئيس مجلس الأمن تصريح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دون ذكر اسمه، مؤكّدا أنّ القرارات المناقضة لتلك المتخذة بصفة جماعية يجب تجاوزها وإهمالها لأنها تتناقض كذلك مع القانون الدولي. ومن المعلوم أنّ دولة الاحتلال بتواطؤ من فرنسا كالعادة حاولت عرقلة عقد هذه الجلسة إن لم يكن الهدف منها المطالبة بوقف إطلاق النار، الشيء الذي شكّل خيبة أمل كبيرة بالنسبة للمحتل.
جنوب أفريقيا مع تقرير المصير
أكّد سفير جنوب إفريقيا الدائم لدى الأمم المتحدة السيد جيري ماتجيلا عقب مشاورات مجلس الأمن المغلقة، أن «أي اعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب هو بمثابة اعتراف بعدم الشرعية، وهو بذلك يناقض القانون الدولي ويجب عدم تشجيع اتخاذ القرارات التي تتعارض مع القرارات الجماعية المتعددة الأطراف لأنها تخرق قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي». وأضاف السفير الجنوب أفريقي أن بلاده تؤيّد حلا لقضية الصحراء الغربية ينص على تقرير مصير الشعب الصحراوي، وتمتعه بحريته وحقوقه الأساسية.