أكّد أستاذ العلوم السياسية والباحث في الدراسات الإقليمية بجامعة الجزائر، الدكتور مهدي بوكعومة، أن التطورات التي يشهدها الجوار الغربي، تشكّل تهديدا للأمن القومي الجزائري، وأشار إلى أن تطبيع الرباط مع الكيان الصهيوني ليس وليد اليوم، بل كانت هناك علاقات متينة بين الطرفين، موضحا أن الجزائر تدرك أن هناك مخططات تستهدفها وهي مستعدة لمواجهتها.
أوضح الباحث في الدراسات الإقليمية مهدي بوكعومة أن انعكاسات قرار الرئيس الأمريكي ترامب حول الصحراء الغربية سلبية رغم أنه قرار باطل من الناحية القانونية، ولم تعترف به الإدارة الجديدة للبيت الأبيض بقيادة جو بايدن، مشيرا إلى أن الجزائر مستعدة لأي طارئ قد يحصل، قائلا «مخطئ من يعتقد أن وضع الجزائر هش»، مضيفا أن ما حدث من تطورات في الجارة الغربية على صعيد إعلان التطبيع هو تهديد للأمن القومي، لكن الجزائر بالمرصاد.
وأشار الدكتور بوكعومة إلى أن الجزائر ظلّت حذرة منذ الاستقلال ومستعدّة لأيّ طارئ، داعيا إلى رصّ صفوف الجبهة الداخلية وتماسك وحدة الشعب أمام هذه التحديات والرهانات الجديدة، التي تحتم علينا الوقوف مع مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي.
وفيما يتعلق بتأثير قرار ترامب حول الصحراء الغربية، رأى محدّثنا أن اللوائح القانونية واضحة تماما حيال النزاع وليس هناك أدنى شك، بأن الصحراء الغربية إقليم خاضع لتصفية استعمار، وهو ما أكدته وتؤكده الأمم المتحدة، التي تدعو لقرير مصير الشعب الصحراوي عبر تنظيم الاستفتاء المتفق عليه منذ 1991.
ويعتبر الدكتور بوكعومة أن تقييم الوضعية الحالية التي آلت إليها قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية أنهما من القضايا التي تؤثر في المستقبل الأمني على المنطقة العربية، ولهذا يمكن ربط ما يحدث اليوم مع القضية الفلسطينية من حالات تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني، حيث نجد نفس الدول التي دخلت في تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الاسرائيلي اليوم، تدعم المغرب في احتلاله للصحراء الغربية.
وأبرز الباحث إلى وجوب ربط ما يحدث حاليا بالتحولات الجيوسياسية التي بدأت عام 2011 مع «الربيع العربي» وسقوط الأنظمة التي كانت تدعم القضية الفلسطينية والصحراء الغربية، فاليوم الدول التي أصبحت فاعلة في المنطقة العربية تدعم المغرب، وشدّد في نفس الوقت على التمسك بالقانون الدولي للوضع في الصحراء الغربية، لاسيما انتظار موقف الرئيس الامريكي الجديد جو بادين.