اعتبر الصحفي والمذيع السابق للأخبار الرئيسية بالتلفزيون المغربي الرسمي، محمد راضي الليلي، أمس، تطبيع النظام الملكي مع الكيان الإسرائيلي «انتحارا»، مشيرا الى أن الوضع الراهن في المغرب «ينذر بالانفجار في اي لحظة».
وأوضح الصحفي محمد راضي الليلي، في تصريحات لـ(وأج) من العاصمة الفرنسية باريس، أن النظام الملكي في المغرب مستعد «لتقديم أي تنازل مهما كان حجمه من أجل الاستيلاء على الصحراء الغربية حتى وإن وصل الأمر إلى إهداء القضية الفلسطينية بالمجان للكيان الإسرائيلي». وأضاف، «إبرام النظام الملكي لهذه الصفقة مقابل اعتراف غير شرعي وغير قانوني، لرئيس يعد آخر أيامه في البيت الأبيض، يدل على أن النظام المغربي في حالة انتحار، بسبب الوضعية الهشة التي يعيشها، وفشله في فرض أطروحته» بخصوص تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
وفي حديثه عن العلاقات المغربية-الإسرائيلية، أكد السيد محمد راضي الليلي، «أن التعاون موجود منذ القديم، لكنه كان خفيا وسريا أحيانا، ومعلنا أحيانا أخرى، من خلال اللقاءات الدينية للجالية اليهودية في المغرب، والتي كان يغطيها التلفزيون الرسمي المغربي».
وأردف يقول، «بحكم أني كنت مذيعا سابقا لنشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون الرسمي المغربي، كانت هناك تغطية دورية خاصة في النشرات الإخبارية، وكانت هناك تعليمات مباشرة من وزارة الداخلية المغربية إلى التلفزيون من أجل بث هذه التغطيات في أوقات الذروة، لمشاهدتها من أكبر عدد ممكن»، معربا عن أسفه أن يتحول الموضوع اليوم إلى «مقايضة واضحة مع الكيان الإسرائيلي، تقدم القضية الفلسطينية بالمجان، في وقت يوهم فيه النظام الملكي العالم الإسلامي والعربي أنه يناضل أجل القضية الفلسطينية».
«الاحتلال المغربي فشل في أن ينتزع اعترافات دولية وان يحقق مكاسب دبلوماسية في هذا الموضوع، كما فشل - يضيف- في «إقناع الصحراويين في المدن المحتلة وفي مخيمات اللاجئين بمقترح الحكم الذاتي، وكذا بمراوغاته وإغراءاته، للاستيلاء على ثرواتهم وأراضيهم».
وأبرز الصحفي المغربي، أن المخزن «مر إلى السرعة القصوى» خلال الأسابيع الأخيرة بعد الانجازات، التي حققتها جبهة البوليساريو على الصعيدين السياسي والعسكري، ردا على الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الفارط.
ويدرج المتحدث فتح القنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة في خانة «المرور إلى السرعة القصوى، لإقناع الرأي العام المغربي أنه يملك دبلوماسية قوية، وأنه نظام كفؤ وناجع في إدارة هذا الملف، بالرغم من أنه يجتر نفس المقترحات منذ عقود طويلة»، مشيرا إلى أن الرأي العام المغربي «مُضلل بسبب وسائل الإعلام المخزنية التي تنشط بكثافة».