الجيش الصحراوي يواصل هجماته على طول الجدار العازل
تتواصل ردود الفعل والانتقادات الدولية، الرافضة بشدة لقرار الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب بخصوص الصحراء الغربية، وتصاعدت لهجة الاستنكار بعد وضع واشنطن لخريطة المغرب تتضمّن الجزء المحتل من الاراضي الصحراوية، وهو ما يتعارض مع مبادئ السلام الاممية التي تنص على عدم الاستيلاء على الاراضي بالقوة.
وصف المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء الغربية، «كريستوفر روس»، قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية، بـ «الأحمق وغير المدروس». وأشار أمس، إلى أن قرار ترامب المنتهية عهدته يتعارض مع التزامات الولايات المتحدة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. وقال إنّ «هذا القرار الأحمق وغير المدروس، يتعارض مع التزام الولايات المتحدة بمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير.
وبالاعتماد على ميثاق الأمم المتحدة، أكّد الدبلوماسي الأمريكي أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير، مضيفا في هذا الصدد أنه تم تجاهل هذه المبادئ عندما تعلق الأمر بالكيان الصهيويني وآخرين، لكن هذا ليس عذرا لتجاهله في الصحراء الغربية، وتحميل أنفسنا تكاليف كبيرة على صعيد الاستقرار والأمن الإقليميين.
الصحراء الغربية لها مقوّمات الدولة القوية
فيما يتعلق بالحجة التي ظل البعض يردّدها في واشنطن على مدى عقود من الزمان، بأن وجود دولة مستقلة في الصحراء الغربية ستكون دولة مصغرة أخرى فاشلة هي حجة خاطئة، أكد روس أن الصحراء الغربية كبيرة مثل بريطانيا العظمى، ولديها موارد وفيرة من الفوسفات ومصايد الأسماك والمعادن النفيسة والسياحة القائمة على ركوب الأمواج والرحلات الصحراوية، وإنها أفضل بكثير من العديد من الدول الصغيرة التي دعمت الولايات المتحدة تأسيسها.
وأبرز الدبلوماسي الأمريكي ذي الوزن السياسي الكبير في الساحة الأممية، أن جبهة تحرير البوليساريو أظهرت أنها قادرة على إدارة حكومة بطريقة منظمة وشبه ديمقراطية، موضحا أن اقتراح الاستفتاء الذي قدمته البوليساريو في عام 2007 يتوقّع علاقات مميزة ووثيقة للغاية مع المغرب في حالة الاستقلال. وقد ردّت على الادّعاء بأنها لا تستطيع الدفاع عن الأراضي الشاسعة للصحراء الغربية من التهديدات الإرهابية أو غيرها من التهديدات بالقول إنّها ستطلب مساعدة الآخرين حتى تصبح قواتها في مكانها بالكامل.
لم يعد للبوليساريو حافز للمفاوضات
وعن مساعي الحل، أكد أنه إذا أردنا أن نتوصل إلى تسوية، فسيتم ذلك من خلال عملية تفاوض طويلة الأمد من نوع ما. وذكر ان قرار ترامب يضعف أي حافز لجبهة البوليساريو للبقاء في هذه العملية، كما أنه يهدد العلاقات الأمريكية مع الجزائر، التي تدعم حق الصحراويين في تقرير مستقبلهم من خلال الاستفتاء، ويقوض نمو علاقاتنا القائمة في مجالات الطاقة والتجارة والأمن والتعاون العسكري، ويؤدي الى استمرار التوتر وعدم الاستقرار والتفكك في شمال إفريقيا.
استمرار المواجهات
في التطورات الميدانية، تتواصل للشهر الثاني، هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستهدفة قواعد وتخندقات قوات الاحتلال المغربي خلف جدار العار الذي يتعرض للقصف بشكل يومي.
ويواصل جيش التحرير الشعبي الصحراوي « دك معاقل قوات العدو التي تكبدت خسائرَ كبيرةً في الأرواح والمعدات؛ منذ الثالث عشر نوفمبر الماضي بعد خرق قوات الاحتلال المغربية لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة الكركرات.
إيرلندا ومالطا مع تقرير المصير
أكدت وزارة الخارجية الايرلندية أن موقفها بشأن وضع الصحراء الغربية لم يتغير، وذلك ردا على اعلان دونالند ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية. وجدّدت دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، معبرة عن أملها في استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في اقرب وقت.
من جهتها أكدت جمهورية مالطا في تطور لافت، أن موقفها بشأن الصحراء الغربية لم يتغير، مؤكدة في نفس الوقت دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
البحرين تفتح قنصلية بالعيون المحتلة
أصدر العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى أمس الأول، مرسوما بإنشاء قنصلية عامة لبلاده بمدينة العيون المحتلة في الصحراء الغربية.
واعتبرت المنامة أن «الخطوة تاريخية وتعكس عُمق العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والمتميزة بين البحرين والمغرب».
كما أضافت أن «هذه المبادرة الدبلوماسية الحكيمة، تأتي انطلاقا من المواقف البحرينية الثابتة بشأن دعم الحقوق المشروعة للمملكة المغربية في التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء الغربية على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي وقرارات مجلس الأمن».