أكّد محمد العربي شريف الخبير الأمني والعقيد المتقاعد، أن عودة النشاط الإرهابي في هذا التوقيت بالذات إلى منطقة الساحل الإفريقي لم يكن عفويا بل نتيجة عائدات الفدية، التي دفعتها بعض الدول على غرار فرنسا بسخاء خلال إبرامها صفقة تمّ بموجبها الإفراج عن عدد معتبر من الإرهابيين على الأراضي المالية مقابل تحرير رهينة فرنسية مؤخرا، وهو ما سيجعل الإرهابيين يستفيدون مجدّدا من مداخيل طائلة لإنعاش نشاطهم من خلال صفقات السلاح والتمويل، مثلما يستفيدون من خبرة عناصرهم المفرج عنهم واستئنافهم لأعمالهم الإرهابية، موضحا أن كل هذه المؤشرات توحي باستمرار رسم خريطة مخطط الشرق الأوسط الكبير ضد بعض الدول على غرار الجزائر، ما دفع بها إلى الاستنفار الأمني لمواجهة أي خطر ممكن.
قال العربي شريف إن تطور الأحداث في الساحل الإفريقي وعودة نشاط الجماعات الإرهابية -آخرها الهجوم الذي شنه إرهابيو « بوكوحرام» بولاية «بنويه» جنوب شرقي نيجيريا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من مائة مزارع، له علاقة مباشرة بالإفراج في الأشهر الماضية عن عدد كبير من الإرهابيين من طرف السلطات الانتقالية في مالي، خلال صفقة أبرمتها فرنسا مع الجماعات الدموية مقابل تحرير رهينة فرنسية، مشيرا إلى أن عودة النشاط الإرهابي في هذا التوقيت هدفه الرئيسي جر الجزائر إلى الفوضى في إطار رسم خريطة مخطط الشرق الأوسط الكبير، والذي لا يزال قائما لحد الآن من خلال استهداف الدول التي شاركت في حرب 1973 ضد الكيان الصهيوني، ومن ثمة الانتقام منها بطريقة غير مباشرة من خلال إثارة الفتنة وافتعال الحروب الأهلية بدليل ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا هذا من جهة.
ومن جهة أخرى توظيف الدول الاستعمارية التي تعتبر جزءا من نفس المخطط من خلال تهيئة الأجواء والعمل على تقوية شوكة الإرهاب الأمر الذي يجعل الحدود ملتهبة، وهو ما يدفع الجزائر إلى الاستنفار الأمني لمواجهة أي خطر ممكن، كما طمأن العربي شريف أن الوضع الأمني في الجزائر متحكم فيه بشكل جيد، إلا أن ذلك لا يمنعنا من اتخاذ الحيطة والحذر، باعتبار أن الخطر قد يأتي من حيث لا ندري، فالمتربّصين باستقرار الجزائر - حسبه - يستغلون أي هفوة من أجل إشعال نار الفتنة، وضرب استقرار البلاد الذي أصبح يزعج عدة دول.