الباحث في شؤون القرن الإفريقي، عبد القادر محمد لـ «الشعب»:

غياب المبعوثين الأفارقة عن تيغراي يضعف الوساطة

عزيز.ب

استقرار المنطقة بحاجة إلى تدخّل دولي جاد

أكد عبد القادر محمد علي، الباحث في الشؤون الخاصة بإثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي، أن استمرار المواجهات بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تيغراي، من شأنه تهديد مسار الإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء آبي أحمد، كما من شأنه فتح الباب أمام قلق داخلي وخارجي من احتمالات أن تؤدي الحملة العسكرية في إقليم تيغراي إلى تعميق الخلافات السياسية والعرقية التي قد تقود إلى انقسام في البلاد.
قال عبد القادر محمد علي، إن استمرار المعارك بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وقوات تيغراي، في ظل غياب حل سياسي ملموس، يدل على أن هذه المواجهات العسكرية قد تطول، خاصة وأن جبهة تحرير شعب تيغراي التي تسيطر على الإقليم، تعتبر قوة عسكرية لا يستهان بها هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد يفتح هذا الصراع الباب أمام احتمال التدخلات الأجنبية، لاسيما وزن منطقة القرن الإفريقي تاريخياً شهدت الكثير من الحروب بالوكالة بين القوى الدولية والإقليمية المتصارعة.
وأَضاف الباحث في الشؤون الخاصة بإثيوبيا في اتصال مع «الشعب»، أن النزاع القائم حاليا بين الطرفين من شأنه أن يتطور أكثر في غياب آليات الحوار وارتفاع حدة التوتر، وهو ما يجعل الصراع بين الحكومة الفيدرالية وقوات تيغراي مفتوحا أمام عدة سيناريوهات محتملة، أهمها أن يتمكن الجيش الفيدرالي من القضاء نهائياً على الجبهة التيغراوية، وهو ما يعني افتتاح عصر جديد في التاريخ الإثيوبي بقيادة آبي أحمد، وسيطرة الجيش الفيدرالي على المركز وقوات تيغراي على الريف ولجوئها إلى حرب العصابات، خاصة وأن هذه القوات هي صاحبة تجربة تاريخية كبيرة في هذا الشأن، الأمر الذي قد يؤدي إلى استمرار الصراع وإنهاك الطرفين اللذين سيجبران على القبول بوساطة تقود إلى تسوية سياسية للأزمة.
هناك عدة مبادرات للوساطة طُرحت، لكن رئيس الوزراء رفض التعاطي معها، ومع أنه قبل أخيراً بـ»مبادرة» الاتحاد الإفريقي، فإن عدم انتقال المبعوثين الأفارقة إلى إقليم تيغراي يضعف الوساطة ويفرغها من مضمونها، الاحتمال الأخير يكمن في مطالبة جبهة تيغراي بالانفصال عن الدولة.
الجدير بالذكر، أن النزعة الاستقلالية كانت موجودة بقوة في المرحلة التي قاتلت فيها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي السلطة المركزية 1975-1991، كما أنها أثبتت في دستور 1995 الذي صدر إبان هيمنتها على السلطة، حق الأقاليم في المطالبة بتقرير المصير ضمن قواعد معينة. وبجانب ذلك، يظل البقاء ضمن الدولة المركزية خياراً مطروحاً وستكشف الأيام القادمة أي الخيارات سيدعو إليها تيغراي.
وفي الختام قال عبد القادر محمد، إن الحل الأمثل لهذا الصراع هو بتدخل دولي حقيقي وجاد، وهو ما يظل غائباً حتى الآن، ليضغط على طرفي الحرب حتى يجلسا إلى طاولة المفاوضات ويتفقا على تسوية سياسية تجنب البلاد ويلات الحروب الأهلية ومآسيها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024