السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر:

فتح قنصليات بالعيون المحتلّة إشعال لنار الفتنة

جلال بوطي

 القانون الدولي يمنع إقامة هيئات دبلوماسية على أرض متنازع عليها

قال السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر، أمس، إن فتح قنصليات لدول عربية وغيرها، بالعيون المحتلة انتهاك صارخ لميثاق الإتحاد الإفريقي الذي تعتبر الصحراء الغربية عضوا مؤسسا فيه، كما أنه إشعال لنار الفتنة في الوقت الحالي، مؤكدا أن الحرب انطلقت وليس هناك سلام مع المغرب سوى تحرير كامل الأرض.
يتزامن فتح قنصليات دبلوماسية بمدينة العيون المحتلة في الصحراء الغربية مع تصاعد التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهو ما اعتبره السفير الصحراوي صب للزيت على النار، لما يمثله من استفزاز واضح للشعب الصحراوي، وإن كانت القنصليات في حقيقة الأمر مناورة فاشلة من الاحتلال المغربي لإخفاء ضعفه أمام الواقع الراهن، واتساع دائرة التضامن مع الصحراويين.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي في تصريح للصحافة على هامش وقفة تضامنية بمقر سفارة بلاده بالعاصمة، أمس، أن فتح القنصليات من ناحية القانون الدولي مرفوض لأن الصحراء الغربية مستعمرة وبالتالي تمنع اللوائح الدولية فتح هيئات دبلوماسية على أرض متنازع عليها، قائلا «لأن الشعب الصحراوي لم يقرر بعد مصيره، بالرغم أن القنصليات المعنية حبر على ورق ومجرد مقرات فارغة»، كما أن الدول المعنية ليس لديها مواطنين في الصحراء الغربية.

الجامعة العربية قسّمت العالم العربي

وفي رده على سؤال حول صمت الجامعة العربية مع تصاعد النزاع في الصحراء الغربية بين جيش البوليساريو والجيش الملكي المغربي، اتهم السفير الصحراوي الجامعة بتقسيم العالم العربي بدل جمع كلمته وحل قضاياه العالقة، مؤكدا أن هذا الصمت ليس بالغريب، لأنه منذ فترة والجامعة العربية تحولت إلى تحقيق أهداف غير التي تأسست عليها. وهي تتخلى عن قضايا الأمة العربية الجوهرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية داعيا إلى ضرورة إصلاحها.
من جانبه، أشاد السفير الطالب عمر بدور الجزائر المحوري في الوقوف مع قضايا التحرر في العالم، وهو ما جعلها محل إزعاج للقوى الغربية الرافضة لهذا المسعى، وقال أن وقوف الجزائر مع فلسطين والصحراء الغربية مشرف وبالتأكيد سيكون له أثر كبير على تحقيق تقدم في القضيتين، مبرزا ثبات السياسة الخارجية الجزائرية فيما يتعلق بمناصرة الشعوب الضعيفة والمضطهدة. مشيرا إلى أن المغرب يتوهم حاليا بتخلي الجزائر عن الصحراويين، لكن ما يسجل يوميا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجزائر شعبا وحكومة مع الصحراويين إلى غاية تحقيق الإستقلال.

الصمت الأممي مريب

وحول إستمرار الصمت الأممي حيال الحرب التي دخلت أسبوعها الثالث دون تعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم في الصحراء الغربية، قال الدبلوماسي إن البوليساريو لم تعد تعول على هذا المسعى، غير أنها تبقي سيناريو السلام، قائما دون شروط سوى إستفتاء تقرير المصير، وبالتالي تأخر تعيين مبعوث أممي وارد منذ استقالة هورست كوهلر العام الماضي.
وعلى مستوى التضامن الوطني مع الصحراء الغربية نظم الإتحاد الوطني الجزائري وقفة تضامنية بمقر السفارة الصحراوية. وقال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الصحراء الغربية سعيد عياشي أن المغرب يشن حملة إعلانية مسعورة ضد الجزائر بوقوفها مع الصحراويين وتأكيد ذلك بعد العملية العسكرية التي قام بها في ثغرة الكركرات، مؤكدا أنه واهم من يعتقد تخلي الجزائر عن مسؤوليتها التاريخية في التضامن مع الشعب الصحراوي الشقيق.
وفي مسار التضامن أفاد عياشي بتنظيم قافلة مساعدات تضامنية للشعب الصحراوي الأسبوع القادم، كما سيتم وضع برنامج دعم مادي لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف تزامنا مع الحرب التي أعلنها المغرب في 13 نوفمبر الجاري بعد عملية عسكرية قام بها جيش الاحتلال في ثغرة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024