حصار عسكري مطبق على المدن المحتلّة وترهيب للمدنيين
دخلت الحرب بين البوليساريو والمغرب مرحلة جديدة بدأ المجتمع الدولي يفهمها، بعد أن سقطت لغة الدبلوماسية التي انتهجتها الأمم المتحدة وفشلت في إدارة النزاع بين الطرفين وحلت مكانها لغة البنادق منذ أسبوع على سقوط اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين.
أكدت الحكومة الصحراوية مواصلة استهداف عساكر الاحتلال المغربي على طول جدار الذل والعار. وهو ما دفعه للاعتراف أخيرا بتسجيل اشتباكات كان قد تكتم عليها منذ عودة الكفاح المسلح.
بعد أسبوع على العملية العسكرية التي قام بها الاحتلال المغربي ضد الصحراويين المدنيين أمام ثغرة الكركرات جنوب الصحراء الغربية، وتكتمت خلالها الرباط على تلقي ضربات عسكرية من جيش التحرير الصحراوي، بدأت الدعاية الإعلامية تتلاشى بشكل واضح أمام الواقع الذي فرضته جبهة البوليساريو، من خلال مواصلة عملياتها العسكرية ضد أفراد الجيش المغربي على طول جدار الذل والعار وسط احتفاء شعبي كبير بهذا التقدم، الذي عزز التفاف الشعب الصحراوي حول ممثله الشرعي الوحيد في الدفاع عن حريته واستقلاله أمام الرأي العام العالمي والإقليمي.
أهداف عسكرية مباشرة
قالت وزارة الدفاع الصحراوية في بلاغها العسكري رقم 7، إن وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الخميس، شنّت هجومات مكثفة استهدفت معاقل قوات الاحتلال المغربي المتخندقة خلف جدار الذل والعار.
وبحسب المصدر، «شنّ مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجمات ضارية على طول جدار الذل والعار. وخلال ليلة (ما قبل) البارحة، تحولت مخابئ جنود الاحتلال إلى أهداف مباشرة لضربات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي واصل دك معاقل الغزاة الجبناء، محولا مساحات شاسعة من جدار الذل الى حفر ملتهبة بفعل القصف المتواصل».
وتركز البوليساريو حاليا على تطهير جدار الذل والعار من تواجد جيش الاحتلال المغربي المتمركز في وحدات وقواعد على طول الجدار.
لندن تطالب بحل دائم للنزاع
أكدت وزارة الخارجية البريطانية، أنها «تتابع عن كثب الوضع الجديد في منطقة الكركرات بالصحراء الغربية» الذي يتسم بالاشتباكات العسكرية بين الجيش الصحراوي وقوات الإحتلال المغربية، منذ 13 نوفمبر 2020، بعد إقدام المغرب على نسف اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال عملية عسكرية ضد المتظاهرين المدنيين الصحراويين بشكل سلمي أمام الثغرة غير الشرعية في الكركرات بالجنوب الغربي للأراضي الصحراوية.
وقال نائب وزير الخارجية المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس كلوفيرلي، أول أمس، إن بلاده وإذ تراقب الوضع في الكركرات بالصحراء الغربية، فإنها تحث على تجنب المزيد من التصعيد والعودة الفورية إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل نهائي سياسي لصالح شعب الصحراء الغربية.
وانضمت المملكة المتحدة، البلد العضو في مجلس الأمن، وفي مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، إلى القائمة العريضة للدول التي أعلنت عن ضرورة استئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي، يتماشى مع مبادئ ومقاصد هيئة الأمم المتحدة.
ويأتي موقف حكومة المملكة المتحدة، عقب تسليط العديد من الوسائل البريطانية الضوء على التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية وحالة الحرب المستمرة التي تعرفها المنطقة منذ 13 نوفمبر، على غرار جريدة «فايننشيال تايمز» الذائعة الصيت، التي أعدت تقريرا، الأحد الماضي، حول الهجمات العسكرية للجيش الصحراوي ضد قوات الإحتلال المغربي.
موسكو مع القانون الدولي
جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التأكيد على موقف روسيا المبدئي لحل النزاع في الصحراء الغربية على أساس مبادئ القانون الدولي.
وجدد وزير الخارجية الروسي، خلال الاتصال، التأكيد على موقف روسيا المبدئي لحل النزاع في الصحراء الغربية «حصريا بالطرق السياسية والدبلوماسية على أساس مبادئ القانون الدولي المعترف به دوليا» والقائم على ضرورة التسوية من خلال تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
الإتحاد الأوروبي يفضح دعاية الرباط
ومنذ توتر الأوضاع يشن المغرب حربا إعلامية على كل ما هو جزائري وصحراوي، مستخدما وسائل إعلام محلية ودولية موالية لطرحه الاستعماري. لكن المجتمع الدولي ردّ بقوة على الدعاية المنتهجة. ونفى مفوض الإتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيس ليرانتشيش، مجددا، كل المزاعم التي حاولت مجموعة صغيرة من حلفاء المغرب داخل البرلمان الأوروبي ترويجها، بشأن تحويل مساعدات اللاجئين الصحراويين، وفق ما جاء في بيان للمفوضية الأوروبية.
وفي رده على سؤال أحد النواب، جدد المفوض الأوروبي «تفنيد كل المزاعم المتعلقة بإساءة استخدام المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الصحراويين»، مشددا في ذات السياق على أن «الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما خاصا للمساءلة في استخدام أموال دافعي الضرائب، من خلال إستراتجية دقيقة وخطة محكمة لمكافحة الاحتيال ومتابعة منتظمة للمعاملات والإدارة المالية السليمة».
الأردن يرغب في فتح قنصلية بالعيون المحتلّة
قال الديوان الملكي المغربي، ليلة الخميس، إن ملك الأردن، عبر في اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس، عن «رغبة» المملكة «في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المحتلة بالصحراء الغربية».
وتعكس هذه الخطوة تأييدا من جانب عمان للرباط في سياق التوتر الذي تشهده المنطقة الكركرات»، إذ أن المغرب يعتبر افتتاح الممثليات الدبلوماسية الأجنبية في الصحراء الغربية، تأكيد لسيادته عليها، بينما سبق لجبهة البوليساريو أن أدانت ذلك.
وستكون هذه ثاني ممثلية دبلوماسية عربية في الصحراء الغربية بعد افتتاح الإمارات قنصلية في العيون مطلع نوفمبر، بينما تحتضن كبرى مدن الصحراء الغربية، إلى جانب مدينة الداخلة المحتلة جنوبا، 15 قنصلية أخرى لدول أفريقية جنوب الصحراء منذ أواخر العام الماضي.