خرج أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، في مظاهرات بالعاصمة واشنطن ومدن أخرى لتأييد مزاعمه بوقوع تزوير في الانتخابات الرئاسية، بينما عزّز المرشح الديمقراطي جو بايدن فوزه فيها بعد حسم نتائج ولاية جورجيا واعتراف حملة ترامب بخسارة ولاية أريزونا.
ذكرت مصادر إعلامية أن العديد من المجموعات اليمينية وأفراد مليشيات مسلحة مؤيدة لترامب، خرجت في مظاهرات في العاصمة ومدن أخرى لدعم مساعي الرئيس الحالي للبقاء في السلطة، وتشكيكه في نزاهة فرز الأصوات في ولايات كانت حاسمة في إعلان جو بايدن فوزه في الانتخابات، وعلى رأسها ولاية بنسلفانيا. وقد رفعت حملة ترامب العديد من الدعاوى القضائية لوقف التصديق على نتائج الانتخابات في بعض الولايات، وللحديث عن وقوع خروق خلال العملية الانتخابية أيضا.
«أنت» مطرود
وأطلق منظمو المظاهرات المؤيدة لترامب أسماء عديدة لها، منها «مسيرة ماغا المليونية» و»مسيرة من أجل ترامب ووقف سرقة الانتخابات». وكلمة «ماغا» وهي اختصار بالإنجليزية لعبارة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وقالت ذات المصادر الإعلامية إن مجموعات يسارية خططت لتنظيم مظاهرات مضادة في العاصمة واشنطن ومدن أخرى.
وكان العشرات من المتظاهرين نظموا، أول أمس، تجمعين أمام البيت الأبيض، للتعبير عن مواقفهم من الانتخابات. وأعرب مؤيدو ترامب عن دعمهم له، وأعلنوا رفضهم لما قالوا إنها عمليات تزوير شابت الانتخابات في عدد من الولايات، كما رفعوا رايات تحمل اسم ترامب، ولافتات تنتقد الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. في المقابل، رفع معارضو ترامب لافتات تدعوه ونائبَه مايك بنس إلى مغادرة البيت الأبيض، وأخرى كتب عليها كلمة «أنت مطرود». ولم يشهد التجمعان أي اشتباكات بينهما، وإن سُجل تراشق كلامي بين المؤيدين والمعارضين.
من ناحية أخرى، انتقد كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي الرئيس ترامب بسبب ما سماه عدم التعاون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب بايدن. وأضاف كيلي في مقابلة إعلامية إن «الرئيس المنتخب يجب أن يتلقى إحاطات استخبارية، وإن التأخير في انتقال السلطة يضر بالأمن القومي للبلاد».
الألاعيب المضرة
ووصف المسؤول السابق عدم البدء في نقل السلطة من ترامب إلى بايدن بالجنون، مضيفا أنه يعرف ترامب أكثر مما يعرفه معظم الناس، فهو لن يقبل الهزيمة أبدا، لكن عليه أن يقوم بما يصبّ في مصلحة البلاد. من جانبها، دعت رئيسة مجلس النواب الجمهوريين إلى التوقف عما وصفتها بالألاعيب المضرة بالبلاد وبالديمقراطية فيها.
وكان الرئيس الأميركي قال، في أول مؤتمر صحفي له عقب الانتخابات أول أمس:» إن الوقت سيكشف ما إذا كانت إدارة أخرى ستتولى السلطة قريبا، وذلك في إقرار على ما يبدو بأن بايدن قد يخلفه في المنصب.
وأكدت مصادر إعلامية مقربة من ترامب، أنها تحدثت هاتفيا مع الرئيس أول أمس الجمعة، واستنتجت من كلامه أنه سيلتزم بالدستور الأميركي وسيسلم السلطة بعد فرز جميع الأصوات، وأضافت:»أبلغني أنه واقعي. أبلغني أنه سيقوم بالأمر الصائب». من ناحية أخرى، اعترف الرئيس ترامب بخسارته ولاية أريزونا، بعد أيام من رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات في الولاية. وقال ترامب في تغريدة على تويتر «يُستخدم الآن نظام التصويت البشع دومينيون في ولاية أريزونا ونيفادا»، وأضاف أنه لا عجب من خسارته بنسبة متقاربة.
حيرة الناخبين
وكانت مصادر إعلامية أفادت بأن حملة ترامب أسقطت الدعوى القضائية في ولاية أريزونا بشأن حدوث مخالفات في عملية التصويت، بعد أن تأكدت من استحالة تقليص الفارق بين ترامب ومنافسه الديمقراطي. وسبقت ذلك تصريحات لمحامي حملة ترامب في قضية مرفوعة ضد مسؤولي الانتخابات في ولاية أريزونا، قال فيها إنهم لا يسعون للادعاء بأن هناك سرقة للانتخابات، بل للتعامل مع مخالفات محددة جرت خلال التصويت وأدت إلى إلغاء بطاقات اقتراع. ورفع محامو حملة ترامب هذه الدعوى يوم السبت الماضي، بذريعة أن بعض الناخبين كانوا حائرين يوم الانتخابات ويخشون عدم احتساب أصواتهم. وكانت حملة ترامب تسعى إلى مراجعةٍ يدوية لأي بطاقاتِ اقتراعٍ تم الإبلاغ عنها من طرف أجهزة فرز الأصوات على أنها أصواتٌ زائدة. ويعتبر الصوت زائدا عند قيام ناخب بالتصويت لأكثر من مرشح، سواء في الانتخابات المحلية أو الرئاسية، ولا يتم احتساب هذا الصوت.