تتجه، اليوم الثلاثاء، أنظار العالم صوب الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة الانتخابات الرئاسية، الموعد الحاسم الذي يتحدد فيه الفائز في أهم سباق سياسي خاضه ترامب ومنافسه الديمقراطي بايدن، بعد حملة ساخنة تخللها تبادل الاتهامات وسيل من الانتقادات اللاذعة، وسط تفشي فيروس كورونا. علما أن الورقة الانتخابية تلزم الأمريكيين بانتخاب حكام ولاياتهم والقضاة والحكام المحليين في مقاطعاتهم.
يستعد الناخبون الأمريكيون للاختيار ما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، واعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن هذه الانتخابات تعد الأهم في تاريخ السياسة الأمريكية، نظرًا إلى الظروف الحالية. وذكرت أن الولايات المتحدة تعاني بالفعل من انقسامات سياسية زادت احتقانًا بسبب أسوأ أزمة صحية تواجهها البلاد منذ قرن، علاوة على الركود الاقتصادي الذي كلف ملايين الأمريكيين وظائفهم، وتوترات عرقية وخوف من زيادة وحشية الشرطة.
ثقة البيت الأبيض
هناك من يعتقد أن فوز ترامب بولاية ثانية سيحدد تأثير رئاسته على التاريخ السياسي الحديث، وكيف يمكن أن يغير ذلك الولايات المتحدة والعالم بشكل دائم. علما أن الرئيس ترامب قال إن إعادة انتخابه، بعد محاولة عزله، سيشجعه على إطلاق العنان لنفسه، ولن يمنعه من استخدام كافة المؤسسات الحكومية لتحقيق مصالحه وأهدافه ونزواته.
وتتوقع ذات المصادر الإعلامية، أن فوز بايدن بالانتخابات سيمهد لإنهاء حالة الاستقطاب والفوضى، والاعتداءات المستمرة على الحقيقة والعلوم والأدلة في كافة المجالات في الولايات المتحدة.
كما ترى أن فوز بايدن في الانتخابات، تعني العودة إلى الوضع السياسي التقليدي بوجود رئيس يتعهد بتوحيد البلاد وإعادة نشر الأمل، واستعادة التعاطف والثقة في البيت الأبيض.
يذكر، أنه بموجب نظام المجمع الانتخابي الذي تتبعه الولايات المتحدة لانتخاب رئيسها، تمنح كل ولاية عددا من الأصوات يتناسب مع عدد سكانها. ويبلغ مجموع أصوات المجمع الانتخابي 538، ولذا يتوجب أن يفوز المرشح بـ270 صوتا ليضمن الفوز.
«مفاجأة» ليلة الانتخابات
ذكرت مصادر عدة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربما يقدم على مفاجأة ليلة الانتخابات الرئاسية التي تتزامن مع اليوم، مستبقا بذلك الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات التي ينافسه فيها الديمقراطي جوزيف بايدن. أي أن ترامب سيعلن فوزا مبكرا ليلة الانتخابات، إذا كشفت النتائج الأولية أنه متقدم في السباق إلى البيت الأبيض.
ويعتقد أن الكثير من عمليات فرز الأصوات لن تكتمل بحلول ليلة الثلاثاء. وفي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، يمنع قانون الولاية مسؤولي الانتخابات من عد الأصوات عبر البريد قبل يوم الانتخابات.
وتوقع جيسون ميللر، كبير مستشاري حملة ترامب الانتخابية، أن ترامب «سيعاد انتخابه بسهولة ولن يكون بمقدور أي قدر من الديمقراطيين بعد الانتخابات من أجل تغيير النتائج».
الجدير بالإشارة، أنه قد يستغرق فرز الأصوات أياما أو أسابيع قبل أن يعلن للناس المرشح الذي فاز في ولاية بنسلفانيا، وقد يحدث الشيء نفسه في ولايات أخرى، خاصة وأن الأميركيين حطموا الرقم القياسي في الاقتراع عبر البريد هذا العام.
وصوت أكثر من 94 مليون ناخب أمريكي مبكرا في الانتخابات العامة التي تشهدها البلاد، اليوم الثلاثاء، بحسب إحصاء لبوابة مشروع الانتخابات الأمريكية في جامعة فلوريدا.
وأوضح الإحصاء، أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 94 مليونا و6161، منهم 34 مليونا و45137 حضروا شخصيا مراكز الاقتراع، و59 مليونا و961024 بالبريد. ويعكس العدد المرتفع للتصويت المبكر، الذي تجاوز أكثر من ثلثي إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016، الاهتمام الشديد بالانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما.