حدث وحديث

الدّرس الأمريكي

دفوس فضيلة

بعد معركة انتخابية طويلة وشرسة طغى عليها هذه المرة وباء كورونا وتداعياته الإقتصادية والإجتماعية الصّعبة، سيكون الأمريكيون، اليوم، مع ساعة الحسم لانتخاب رئيسهم والإختيار بين المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي يتطلع إلى تتويج مساره السياسي الطويل بمنصب الرجل الأول بأعظم دولة في العالم، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى إلى انتزاع ولاية ثانية تبدو هذه المرة صعبة المنال ولا أقول مستحيلة المنال.
حتى لو أن استطلاعات الرأي واتجاهات الناخبين الكبار ترفع كفة بايدن وترشّحه للفوز، فإن عنصر المفاجأة قد يكون الفيصل ليحقق ترامب كما فعلها في 2016 حلمه ويستمر في منصبه حتى 20 جانفي 2025. ومعلوم أن الاستحقاق الرئاسي الأمريكي الذي يستمر على مدار سنة كاملة، هو عملية انتخابية تتسم بالنزاهة والجدية والفائز لا يعرف مسبقا ولا يكون معيّنا كما يجري في العديد من بلدان الدرجة الثانية والثالثة وما دونهما، وإنما يختاره المواطن الأمريكي الذي لا يكترث في اختياره مطلقا للشأن الخارجي.
ما يحدّد حساباته الانتخابية وخياراته هي أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، وصوته الثمين يذهب دائما إلى من يوفّر له منصب الشغل والرعاية الصحية والرفاهية، لهذا يعتقد كثيرون، خطأ أو صوابا، بأن ترامب فقد حظوظه في الفوز بولاية ثانية بعدما أتى كورونا اللعين على إنجازاته الاقتصادية التي حققها في سنوات حكمه الأولى.
الإستطلاعات والتوقعات هي هكذا دائما، ترفع كفة هذا وتنزل كفة ذاك، لكن الكلمة في النهاية يقولها الصندوق. والأكيد أنه أيا كان من سيختاره الأمريكيون اليوم، فهو سيكون بمثابة الربان لباخرة عملاقة يعرف كل من يركبها الدور الواجب عليه القيام به حتى تبقى أمريكا الدولة الرائدة التي تحمل على ظهرها العالم وتوجّهه حيث تريد وحيث مصالحها.
ومن المهم الإشارة إلى أنه في أمريكا ليس هنالك حمائم حتى نراهن عليهم لتحقيق الأمن والسلم والعدالة الدوليين، وعلينا نحن أن نتعلم منهم ما يفيدنا ونقتدي بهم في مجال العلم والعمل حتى نصنع لأنفسنا مستقبلا لا نكون فيه دائما تابعين ومغلوبين ومنبطحين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024