تراهن البعثة الاممية في ليبيا، اليوم، من خلال عقد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة»5+5» لأول مرة بمدينة غدامس الليبية على إرادة الشعب في مرافقة بنود وآليات وقف إطلاق النار المتفق عليه في جنيف. وقالت ستيفاني ويليامز إن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، لاسيما مع ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية إضافة إلى جائحة «كورونا». ويأتي الاجتماع مع تسجيل تفاؤل دولي حول مسار الحل السياسي.
تعقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5 + 5، خلال الفترة بين 2 و4 نوفمبر الجاري، الجولة الخامسة من محادثاتها في مدينة غدامس الليبية، وذلك للمرة الأولى داخل ليبيا. وهو مطلب شعبي طالما دعا إليه الفاعلون في المشهد السياسي. وأفادت البعثة الاممية في بيان لها، أمس، أن هذه الجولة من المحادثات تأتي بعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بين الوفدين يوم 23 أكتوبر في جنيف، ووفق المصدر ذاته.
وتبحث اللجنة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك إنشاء اللجان الفرعية، فضلاً عن آليات المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار. وراهنت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ورئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، على قوة الشعب ورغبته الحقيقية في إحداث تغيير شامل في ليبيا، وعبرت عن تفاؤلها حول نجاح منتدى الحوار السياسي الليبي المزمع عقده في التاسع من الشهر الجاري في تونس كخطوة نهائية لحل الازمة السياسية.
تحدي إخراج القوات الأجنبية
وأمام تحديات تنفيذ آليات خروج المرتزقة والقوات الأجنبية الذي يعتبر أكبر تحديات اتفاق وقف إطلاق النار. أكدت ويليامز وقوف البعثة إلى جانب الليبيين لتنفيذ بنود الاتفاق وأشارت إلى أن «بعض التفاصيل مثل إصلاح القطاع الأمني تحتاج إلى وقت ولن تنتهي بين ليلة وضحاها». في إشارة ضمينة إلى صعوبة خروج القوات الأجنبية على المدى القريب رغم أن اتفاق جنيف حدد مدة ثلاثة أشهر لخروج كل العناصر الأجنبية الداعمة لكلا طرفي النزاع.
دعوة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم
أكدت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، ضرورة اتخاذ إجراءات «ملموسة» لتقديم المسؤولين عن «الجرائم الخطيرة» في ليبيا إلى العدالة. وتحدثت المحكمة، في التقرير العشرين المقدم من مكتب المدعي العام بها إلى مجلس الأمن الدولي عن الوضع في ليبيا، عن «استخدام ألغام في جنوب طرابلس من نوع وبكميات لم يشهد لها مثيل في ليبيا، وفي الفترة من نهاية ماي إلى بداية جويلية 2020، وردت تقارير بـ»مقتل 49 شخصا في جنوب طرابلس وإصابة ما يقرب من 93 آخرين نتيجة هذا الاستخدام للألغام»، وفق مكتب المدعي العام.