المرحلــــــة الانتقاليـــــــة ستتــــوّج بانتخابـــــات رئاسيـــــة
أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا سعد بن شرادة، أن أنظار المتتبعين للشأن السياسي الليبي ستكون متجه صوب اجتماع لجنة الحوار السياسي الليبي يوم 9 نوفمبر المقبل بتونس برعاية الأمم المتحدة، وهو اجتماع يعوّل عليه للخروج بحكومة وحدة وطنية ستفضي إلى انتخابات في أقصر إطار زمني، لاسيما وأن هذا اللقاء جاء بعد سلسلة من المسارات أو الاجتماعات الماراطونية للفرقاء اللبيبين سواء في الداخل أو الخارج، بداية من اجتماع القاهرة مرورا بمالطة وجنيف تم المغرب.
صرح سعد بن شرادة أن لجنة الحوار السياسي الليبي المرتقبة مطلع نوفمبر المقبل بتونس، عبارة عن لجنة مشتركة من المجلس الأعلى للدولة والبرلمان تضم 26 شخصية رسمية وحوالي 45 شخصية مستقلة ممثلين عن مختلف المكونات الرئيسية للشعب الليبي، على أساس مبادئ الشمولية والتمثيل الجغرافي والعرقي والسياسي والقبلي والاجتماعي العادل مع التزام راسخ بالمشاركة الهادفة للمرأة الليبية والشباب.
وأضاف المتحدث في اتصال مع «الشعب» أن الحضور سيتطرقون في هذه المناسبة الى مخرجات الاجتماعات المنعقدة سابقا أين سيتم الاسترشاد بها ومناقشتها، وهو ما يعطي أهمية بالغة لهذا الموعد من أجل الخروج بقرار تكوين حكومة وطنية موحدة تمثل كل أطياف المجتمع الليبي قبل المرور إلى مرحلة انتقالية تحضيرا للانتخابات الرئاسية من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية لمؤسساتها.
وبخصوص قرار وقف إطلاق النار الأخير والذي يعد خطوة إيجابية لإنجاح مسار الحوار الوطني الشامل من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي يراعي المصلحة العليا لليبيا وشعبها، قال عضو المؤتمر العام، أن القرار جاء عقب الاتفاق المبرم بين الأطراف الليبية المشاركة في حوار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بمدينة جنيف السويسرية، والذي جمع بين قوات في المنطقة الشرقية والغربية أين تم الاتفاق على وقف إطلاق النار إلى جانب تحييد منطقة الهلال النفطي ونقصد هنا منطقة سرت والجفرة والتي تؤول إلى حرس المنشآت النفطية وتشكل هذه القوة من الطرفين وتحت رعاية 5+5 وتشرف على تأمين المورد الليبي المتمثل في الهلال النفطي وهي عبارة عن منطقة ممتدة من البريقة إلى سرت.
مغادرة السراج ستتأجّل
وعن توقعاته بخصوص مصير حكومة الوفاق الوطني مع اقتراب الموعد الذي قطعه الرئيس فايز السراج للانسحاب، قال المتحدث أنه يستبعد أن يغادر السراج منصبه في هذه الفترة، ويترك فراغا سياسيا، خاصة وأن هناك دعوات كثيرة سواء من قبل الأمم المتحدة وحتى من السفير الأمريكي في ليبيا تدعوه للبقاء في منصبه إلى غاية وصول الأمم المتحدة إلى صيغة نهائية للحكم في ليبيا في الفترة الانتقالية.
فضلا على ذلك، فقد أرسل نهاية هذا الأسبوع كلا من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب في طرابلس رسالتين إلى السراج يطالبان فيها البقاء في إدارة البلاد، حتى يتم الاتفاق على الصيغة المناسبة والنهائية للحكم في ليبيا، وهو ما يعني أن كل المؤشرات تدل على استمرار السراج في قيادة حكومة الوفاق خلال الفترة المقبلة.
وفي تعليقه على موقف الجزائر اتجاه الأزمة الليبية وترحيبها بتوقيع الأطراف الليبية المشاركة في حوار اللجنة العسكرية (5+5) بمدينة جنيف السويسرية على اتفاق وقف إطلاق النار، واللقاء الذي جمع وزير الخارجية صبري بوقادوم بالأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وتطرقهما إلى الملف الليبي، قال شرادة أنه لا أحد ينكر دور الجزائر المحوري في شمال إفريقيا والمغرب العربي، إلى جانب العلاقات التي تربطها مع دول كبرى عديدة، مشيرا إلى أن الجزائر دولة لها وزن على الصعيد الإقليمي والدولي، وهو ما يجعل كلمتها مسموعة لدى الهيئات الدولية ويمكنها من أداء دور هام في حل أزمة ليبيا.