نظمت جمعيات الجالية الصحراوية، بالتعاون مع تمثيلية البوليساريو ببلاد «الباسك» الإسبانية، وقفة احتجاجية أمام قنصلية المغرب بمدينة بلباو، للتنديد بتواطؤ الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي مع الاحتلال المغربي وفضح حجم الانتهاكات المغربية المستمرة لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المحتلة.
شهدت الوقفة، التي التحق بها عدد كبير من المتضامنين مع القضية الصحراوية، تعالي الأصوات الغاضبة من استمرار حكومة اسبانيا في تجاهل مسؤوليتها التاريخية بالصحراء الغربية و»تواطئها مع المحتل المغربي الذي ينفذ سياسة خطيرة بالأراضي الصحراوية ينتهك في ظلها أدنى حقوق أبناء الأرض المحتلة.
وحضر الوقفة الى جانب ممثل البوليساريو بالمقاطعة، محمد عالي سيد البشير، المسؤول المركزي للجاليات الصحراوية بأوروبا، سيد أحمد الخراشي وممثلون عن جمعيات الجالية ومتضامنون مع قضية الشعب الصحراوي العادلة، إلى جانب مشاركة أعضاء الجالية الصحراوية المقيمة بمدن بلاد الباسك والمناطق المجاورة. وتم خلال الوقفة، التي تأتي تخليدا للذكرى الخامسة والأربعين للوحدة والوطنية، رفع الأعلام الوطنية الصحراوية وترديد الشعارات المنددة بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة، وما يتعرض له الصحراويون العزل من حصار وتضييق واعتقال بسبب مواقفهم المطالبة بجلاء الاحتلال.
تنديد بالمتواطئين
وندد المشاركون بـ «التواطؤ المفضوح للحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي مع الاحتلال المغربي»، موجهين نداءً للقوى السياسية والمنظمات الاجتماعية بصفة عامة، بالضغط على الأمم المتحدة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي من أجل التدخل العاجل لوضع حد للتصعيد الهمجي للاحتلال، والتعجيل بوضع آليات تنهي الاحتلال غير الشرعي للإقليم وتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه بحرية في تقرير المصير والاستقلال».
وأبدى المشاركون في بيان، أصدروه بالمناسبة، تضامنهم مع الجماهير الصحراوية المنتفضة في وجه الاحتلال، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال المغربي من اجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين والتعجيل بجدية في تنظيم استفتاء حر ونزيه يكفل حق الشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير.
من جهتها نقلت «إيكيب ميديا» عن منظمي المظاهرة، أن المخابرات المغربية استنفرت عناصرها داخل القنصلية لتوثيق المظاهرة واستفزاز المشاركين فيها، مؤكدين أنهم «أي المنظمون» نجحوا في بعث رسالتهم بشكل مسؤول وهو التفافهم حول الجبهة الشعبية وتجندهم لخدمة أهدافها وأولها تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مهما كلفهم ذلك من ثمن.
من جانبه أكد ممثل الجبهة الشعبية في بلاد الباسك ليمام سيد البشير، أن التظاهرة تأتي في سياقات منسجمة، أولها إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية.
ووجه الديبلوماسي الصحراوي نداءً للقوى السياسية والمنظمات الاجتماعية بصفة عامة، لدعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وإسبانيا للتدخل العاجل والتعجيل بوضع آليات تنهي الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.
الأمم المتحدة مسؤولة
انتقدت مجموعات التضامن الدولي مع الصحراء الغربية (منتدى العمل للصحراء الغربية) في رسالة مفتوحة إلى مجلس الأمن، الطريقة التي تتعاطى بها الأمم المتحدة مع قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، والتي لا ترقى إلى مستوى التزاماتها تجاه الشعب الصحراوي.
واعتبر منتدى العمل للصحراء الغربية، أن عدم تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء الغربية منذ استقالة هورست كوهلر قبل 17 شهرا، دليلا آخر قاطعا على غياب متابعة عادلة لهذه القضية.
وشددت الرسالة على أن الكيفية التي أصبحت تتعاطى بها المنظمة الأممية مع القضية الصحراوية، قد أدت من جهة إلى توقف العملية السياسية، بل مست من مصداقيتها، ومن جهة أخرى ساهمت في عدم الاستقرار وارتفاع الاعتداءات على النساء وقمع حرية الإعلام، والتجمع والحركة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.