مؤتمر «سرت» يلتئم للمصالحة الشاملة

الليبيون قادرون على صناعة السّلام

جلال بوطي

يؤكّد التئام مؤتمر سرت في ليبيا، أمس، قدرة الليبين على تحقيق المصالحة الشاملة اذا توفرت الارادة الحقيقية لكل الفاعلين في المشهد السياسي، بعيدا عن التدخل الاجنبي، لاسيما أن أهداف التظاهرة تحمل رسالة سياسية وطنية لكافة مكونات الشعب الليبي في الداخل والخارج، أمام تحديات جمة تعيق تحقيق مسار السلام المنشود.

يضم مؤتمر المصالحة الوطنية الذي يطلق عليه «سرت 2» وفودا من القبائل الليبية من كافة أنحاء البلاد، وانطلق امس، تحت شعار «استحضار الذاكرة التاريخية لدعم الثوابت الوطنية» للمصالحة الشاملة بين الليبيين. وتسمية المؤتمر «سرت الثاني»، في إشارة إلى «ميثاق سرت 1922» الذي وحّد الليبيين ضد الاستعمار الأجنبي، وتمسكا بنهج السلف في الوحدة الوطنية.
كما يشارك في المؤتمر، الذي ترعاه وزارة الخارجية بالحكومة الليبية، شيوخ وأعيان قبائل وشرائح أخرى من كافة المدن الليبية، إضافة إلى كتل أحزاب سياسية، ومحامون وقضاة، ومنظمات مجتمع مدني معنية بالسلام والمصالحة، اضافة الى مهجرون ونازحون في الداخل والخارج، وأساتذة جامعات ومثقفون، وسياسيون ومسؤولون سابقون.
تشديد على وحدة الصفّ
 يأتي الاجتماع في وقت تحتاج فيه ليبيا الى وحدة الصف اكثر من أي وقت مضى. وعشية انطلاق المؤتمر، أصدرت لجنة التنظيم بيانا أكدت فيه أن الاجتماع يأتي «انطلاقا من المسؤولية التاريخية والسياسية تجاه ليبيا ونظرا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية وما تعانيه من محاولات تقسيم وتشظي ونهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها»، مضيفا
«أن هذه المسؤولية تحتم علينا نحن الليبيين العمل جميعا لتقديم خارطة طريق سياسة».
وأمام التحديات التي تواجه جهود حل الازمة الليبية، أكد البيان «أن الآباء والأجداد المؤسسين لميثاق سرت الأول في 1922 كانوا على مستوى من الحرص والحس بالمسؤولية وتناسوا وتساموا على الجراح والخلافات، وأعلنوا ميثاقا تاريخيا كان مثالا للأجيال السابقة والحالية والقادمة»، وأردف: «وها نحن اليوم وبعد مائة عام ندعو للعمل معا لعقد مؤتمر سرت الثاني، بمدينة سرت تحت شعار نحو عقد اجتماع جديد واستحضار الذاكرة التاريخية لدعم الثوابت الوطنية».
معا لتأسيس ليبيا جديدة
دعت لجنة التنظيم كل المعنيين الى العمل معا لتأسيس ميلاد ليبيا الجديدة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة القانون والمؤسسات، دولة المواطنة وحقوق الإنسان، دولة الحريات العامة والفردية، دولة الجميع يكون فيها الحل بالجميع، دولة المصالحة الوطنية الشاملة لا مغالية ولا إقصاء، ولا منتصر ولا مهزوم، الجميع سواسية في وطن الجميع بالجميع».
في مقابل ذلك أبرزت لجنة التنظيم عبر بيانها جهود المجتمع الدولي الحثيثة لمحاولة حلحلة الأزمة الليبية، وقالت: «لكنها جميعا لم تحل الأزمة التي طال أمدها، وأثرت على الوطن والمواطن وأصبحت عبأ ثقيلا على الحياة العامة».
ويعتبر المؤتمر محاولة تمثل كافة شرائح المجتمع الليبي ومن مختلف المدن الليبية حسب ذات المصدر، كما تشكل خارطة طريق سياسية لاأي حلول إقليمية أو دولية قادمة، حلول دائمة ومنصفة ومستدامة تنجز الوحدة الوطنية واستقلال القرار السياسي وترفض الاملاءات الاأجنبية والأجندات الخارجية السلبية وترفض العدو الاأجنبي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024