للانتخابات الرئاسية الأمريكية ميزتها الخاصة، فهي الأطول في العالم، وتمرّ بأربع مراحل، تبدأ بالانتخابات التمهيدية التي تعقد في جميع أنحاء البلاد لاختيار المرشحين من قائمة الأسماء المقدّمة من طرف الأحزاب والمستقلين، لتتلوها المؤتمرات القومية التي يحدّد فيها المرشّح لسباق البيت الأبيض وهذا الأخير يعلن عن اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس، حيث ينطلقان معا لاستكمال باقي مراحل العملية الانتخابية، وفي المرحلة الثالثة، يباشر مرشّحا الرئاسة عن الحزب الجمهوري والديمقراطي حملتهما الانتخابية، وهذه المرحلة أقصر من المراحل السابقة لكنّها تتميّز بزيادة النفقات التي ترتفع إلى مستويات قياسية، كما تتميّز بالمناظرات التلفزيونية المثيرة، وآخر مرحلة، هي مرحلة الاقتراع التي تجري في الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر، مع الإشارة إلى أنّ طريقة انتخاب الرئيس الأمريكي معقّدة ومختلفة تماما عما يجري في باقي دول العالم.
الكلمة الفصل للمجمّع الانتخابي
على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تجرى بنظام الاقتراع المباشر كلّ أربع سنوات عبر إدلاء الناخبين بأصواتهم في مراكز الاقتراع، فإنها مجرد خطوة نحو اختيار الرئيس، ولا تكفي لحسم اسم صاحب المنصب الذي يبقى رهنا بالمجمع الانتخابي.
فالمرشح الذي يحصل على أكبر عددِ من أصوات الناخبين لن يكون بالضرورة الرئيس القادم للبلاد، بل سيظل مصيره رهنا بيد مجموعة تسمى المجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية.
والمجمّع الانتخابي هو مجموعة من الأشخاص الذين ترشحهم كل ولاية، ليصبحوا ممثلين لها في فترة الرئاسيات.
وتختار بعض الولايات ممثليها بالتصويت الشعبي عبر وضعهم على ورقة الاقتراع، وهناك ولايات أخرى تختارهم خلال المؤتمرات العامة للأحزاب في الولاية، أو يختارهم الكونغرس المحلي لكل ولاية.
يختلف عدد أعضاء المجمع الانتخابي تبعا لمجموع سكان الولاية، ولكن يمكن اختصار الأمر بالقول إن مندوبي الولاية في المجمع الانتخابي هو مجموع عدد ممثليها في مجلس النواب + 2.
في معظم الولايات عندما يفوز المرشح بالتصويت الشعبي، فإنه يحصل على أصوات جميع مندوبي تلك الولاية رغم أن المندوبين غير مجبرين على التصويت لصالح المرشح الفائز بالتصويت الشعبي.
وتثير هذه النقطة جدلا واسعا حول جدوى التصويت الشعبي، طالما يلعب المجمع الانتخابي الدور الأهم في اختيار الرئيس، غير أن التقاليد الأميركية الموروثة تتمسك بهذه الآلية.