لوّح بالعودة إلى مربّع المقاومة الأول

الرئيس الصحراوي يستعجل تقرير المصير

 طالب الأمين العام لجبهة البوليزاريو إبراهيم غالي، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عامة بتحمل المسؤولية في ضمان حماية أمن وسلامة المواطنين الصحراويين في الأرض المحتلة.

استنكر الرئيس الصحراوي خلال كلمة له بمناسبة الذكرى 45 لإعلان الوحدة الوطنية مختلف الممارسات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، في ظل تواجد بعثة «المينورسو» في عين المكان، يضع الأمم المتحدة أمام واجب التحرك لوقف هذا الاعتداء السافر على مواطنين في منطقة نزاع دولية، واقعة تحت مسؤوليتها.
ووجه غالي رسالة واضحة إلى العالم من على ربوع الأراضي الصحراوية المحررة، مطالبا الأمم المتحدة بتنفيذ مسؤوليتها والتزامها ووعدها الذي قطعته للشعب الصحراوي بتمكينه من التعبير الحر عن اختياره السيد، عبر استفتاء لتقرير المصير.
واستغرب الأمين العام لجبهة البوليزاريو أيضا «الممارسات والقراءات، سواء في تقارير الأمين العام أو في جلسات مجلس الأمن الدولي، من قبيل التطرق إلى مختلف الانتهاكات، دون حتى الإشارة إلى أن الانتهاك الأكبر هو الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي بحرمان الشعب الصحراوي من حق أساسي أوّل، هو الحق في تقرير المصير».

عرقلة عمل « المينورسو»

وقال « بأن جلسات مجلس الأمن الدولي حين تتطرق إلى انتهاكات وقف إطلاق النار، تتغاضى عن أن أكبر وأوضح انتهاك في هذا السياق هو تلك الثغرة غير القانونية التي أقامتها القوات المغربية على مستوى منطقة الكركرات»، مشيرا أن» هناك أطرافاً تسعى لتوفير الحماية والتغطية على انتهاك سافر وخطير مثل هذا، وتحول دون تمكين المينورسو من آلية لمراقبة وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.
وأكد الرئيس إبراهيم غالي بمناسبة الذكرى 45 لإعلان الوحدة الصحراوية أنه «لا بد من التذكير بأن لقاء عين بنتيلي كان تتويجاً لمسار صعب وطويل من النضال المستميت، خاضه شعبنا عبر محطات عديدة ومتنوعة، انتقلت من المقاومة البطولية ضد الوجود الاستعماري الغربي في المنطقة، مروراً بانتفاضة الزملة التاريخية بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، وصولاً إلى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وإعلان الكفاح المسلح».

الذكرى 10 لملحمة اقديم إيزيك

تطرق الرئيس غالي في كلمته بالمناسبة إلى «أنه في هذه الأيام التي نخلد فيها ذكرى الوحدة الوطنية، نخلد كذلك الذكرى العاشرة لحدث وطني متميز، هو ملحمة اقديم إيزيك، التي كانت تجلياً بدورها لتلك الوحدة وتلك الإرادة وذلك التصميم المتجذر لدى جماهير شعبنا، والتي عبرت بأروع صورة عن رفضها الأبدي للاحتلال المغربي الغاشم، وتشبثها بمبادئ وأهداف الجبهة الشعبية في الحرية وتقرير المصير والاستقلال».

مجلس الأمن متواطئ
إننا يضيف الرئيس الصحراوي «نحمل مجلس الأمن الدولي المسؤولية، ونطالبه بوضع حد لمثل هذا الانحراف، كون رعاية الجمود والتغاضي من لدن أطراف معينة، وخاصة فرنسا، إنما هو رعاية وتشجيع للعودة التدريجية بالنزاع إلى مربع المواجهة الأول، بكل ما يحمل ذلك من مخاطر وانزلاقات وتهديد، ليس فقط للسلم والاستقرار في المنطقة، ولكن لمصداقية الأمم المتحدة وهيبة الشرعية الدولية».
ودعا إبراهيم غالي مجلس الأمن مجدداً إلى اتخاذ إجراءات جادة وعملية، بغية تهيئة الظروف اللازمة لتمكين بعثة المينورسو من تنفيذ الولاية الأساسية التي أنشئت أصلاً من أجلها، وبالتالي تيسير إنجاح عملية إنهاء الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

تحيّة تقدير للجزائر
 إننا نتوّجه، يقول الأمين العام لجبهة البوليزاريو، «من هذا المكان بتحية التقدير والعرفان إلى الجزائر الشقيقة، جزائر المواقف المبدئية الراسخة التي لم تتوان عن الوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي، كما فعلت وتفعل تجاه كل القضايا العادلة في العالم، انسجاماً مع مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومع مقتضيات الشرعية الدولية.
وحيا بالمناسبة أيضا، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مشيرا إلى أن الجمهورية العربية الصحراوية تتطلع إلى مزيد من توطيد علاقات الأخوة والصداقة والتعاون والعمل مع دولة موريتانيا للتصدي للمخاطر التي تهدد المنطقة، كما قدّم تحية أخرى إلى القارة الإفريقية، التي احتضنت القضية الصحراوية باكراً، واستقبلت الجمهورية الصحراوية كعضو مؤسس كامل الحقوق في الاتحاد الإفريقي.

أكثر تشبّثا بالحقوق
وفي الأخير أكد إبراهيم غالي بأن «الشعب الصحراوي اليوم أكثر وعياً وإدراكاً من أي وقت مضى لحقوقه المشروعة ومكاسبه المخضبة بالدماء، وأكثر تشبثاً بها، وأكثر استعداداً للتضحية من أجلها، وأكثر قدرة على التصدي لكل سياسات ومؤامرات العدو الرامية إلى المساس من وحدته الوطنية وجبهته الداخلية».
فالذكرى الخامسة والأربعون لقيام الوحدة الوطنية يؤكد الرئيس الصحراوي « هي نداء إلى جماهير شعبنا لكي تجدد العهد مع هذا المكسب الثمين، لكي نتجند جميعاً لحماية وحدتنا الوطنية أمام كل المؤامرات والدسائس التي تلجأ إليها دولة الاحتلال المغربي، على غرار كل القوى الاستعمارية عبر التاريخ، وهي تسعى عبثاً لتطبيق سياسة « فرق تسد».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024