لا تزال صفقة الإفراج عن إرهابيّين في مالي تثير تساؤلات لدى الرأي العام الدولي حول حيثيات المفاوضات بين السلطات المالية و»جماعة نصرة الاسلام والمسلمين» الارهابية، لاسيما أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية، وهو ما يثير مخاوف من عودة التوتر، وخرق ميثاق المصالحة الذي ترعاه الجزائر، غير أن إطلاق سراح زعيم المعارضة سومايلا سيسي ضمن المفرج عنهم لاقى ترحيبا داخليا نظرا لدوره البارز في المشهد السياسي.
يعد إطلاق سراح السياسي المعارض المالي سومايلا، أحد أهم بنود الاتفاق الموقّع بين السلطات المالية وجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الارهابية، التي يقودها إياد أغ غالي، لكن الاتفاق تم بموجبه كذلك إطلاق سراح 204 من إرهابيي الجماعة، و3 رهائن كانوا مختطفين لديها، الناشطة الفرنسية صوفي بيترونين، والإيطاليان نيكولا تشياتشيو وبيير لويجي ماكالي، وهو ما يؤكد أن المفاوضات كانت مبنية أساسا على سومايلا والارهابيين حسب ما نقلت وسائل اعلام مالية.
قال سومايلا في حوار مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، إن عودته الى المشهد السياسي لا تزال غير واضحة بعد التطورات الجديدة التي حصلت في البلاد، غير أنه لم يستبعد تقييم الوضع العام، وأكد أن التحاور مع الارهابيين لا يعني الموافقة على فكرهم «ولكن علينا ايجاد فكر جديد لمتابعة الوضع الحالي مع جميع الفاعلين في المشهد الامني والسياسي». وقال المعارض الشرس لكيتا ان الوقت كاف لمتابعة الوضع السياسي الذي يبدو انه يسير في الطريق الصحيح.
ووفقا لتفاصيل أوردتها مصادر اعلامية فرنسية، فإنه بعد اختطاف زعيم المعارضة المالية سومايلا سيسي في 25 مارس الماضي، بينما كان يخوض حملة انتخابية بمنطقة نيافونكي، بدأت سلطات مالي تبحث عن طريقة للإفراج عنه. وأثناء ذلك اقترح الموريتاني مصطفى لمام الشافعي المستشار الخاص السابق لرئيس بوركينافاسو الأسبق بليز كومباوري، اسم الأزوادي الشريف ولد الطاهر، وهو عضو سابق بحركة «التوحيد والجهاد» بغرب إفريقيا الارهابية، وسبق له التفاوض لتحرير رهائن لدى الجماعات الدموية.
ملف إطلاق سراح سومايلا سيسي، رفع مبلغ الفدية من مليونين إلى 10 ملايين أورو، غير أن استقالة كيتا وما تبعها من احداث اوقف الاتفاق. وبعد تنصيب الرئيس الانتقالي باه نداو، ونائبه عاصيمي غويتا في 25 سبتمبر الماضي، أعطيا الضوء الأخضر لاستئناف العملية، التي توسعت لتشمل رهينتين إيطاليتين، وتم دفع المبلغ، وأفرج عن 180 إرهابي معتقل من طرف السلطات المالية يومي 3 و4 اكتوبر الجاري، قبل أن تطالب «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الارهابية في الدقائق الأخيرة، بزيادة عدد المفرج عنهم، فبلغ العدد النهائي 204.
ونظّمت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الارهابية الناشطة بمالي حفلا لاستقبال العشرات من دموييها، الذين أفرجت عنهم مالي، وحضر الحفل عدد من قادة الجماعة الدموية التي أعلن عنها في مارس 2017 بعد اندماج عدة حركات ارهابية، وكان على رأس الحضور أميرها الارهابي إياد أغ غالي.