يخلّد الشعب الصّحراوي اليوم محطّة تاريخية في مسار نضاله وكفاحه ضدّ الاحتلال وانتهاكاته، وذلك باستعادته الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية الصحراوية، وكلّه عزم على مواصلة التحامه وانضوائه تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، والنضال من أجل انتزاع حقوقه المسلوبة إلى غاية بناء الدولة الصحراوية المستقلة.
في الثاني عشر من أكتوبر 1975 ووسط ظروف محيطة تميزت بالتآمر على الشعب الصحراوي واستهداف وجوده، تمّ إعلان الوحدة الوطنية للمّ شمل الصحراويّين، وتوحيد جهودهم تحت لواء البوليساريو التي تأسّست ككيان سياسي، وفي تصوّرها هدف واحد وهو تحقيق الحرية والاستقلال.
بهذه المناسبة، يؤكّد الصّحراويّون تمسّكهم بوحدتهم الوطنية، ويتعهّدون بصيانتها كونها الصخرة التي ستتحطّم عليها دسائس العدو ومؤامراته.
كما يعدون ببذل مزيد من الجهد والاجتهاد من أجل تعزيز بناء مؤسسات الدولة الصحراوية وترقيتها، والحفاظ على المكاسب التي تحققت بالدماء والتضحيات الجسام طول العقود الماضية.
اليوم يحتفل الصحراويون بالذكرى 45 للوحدة الوطنية، كما يحيون أيضا الذكرى العاشرة للخيمة الذي يصادف بناء أول خيمة بمخيم أكديم إزيك قرب مدينة العيون المحتلة، مستحضرين جرائم دولة الاحتلال المغربي المتتالية في حقهم، بدءاً بشنّها حرباً توسعية ظالمة باجتياحها للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، واحتلالها بصورة غير شرعية بالقوة العسكرية لأجزاء من البلاد، رغم نداءات وقرارات الأمم المتحدة المطالبة بانسحابها الفوري.
وتبقى معاني ودلالات ذكرى الوحدة الوطنية وملحمة أكديم إزيك الخالدة، تؤكّد حقيقة ساطعة مفادها أنه لا شيء سيحول دون إرادة الشعب الصحراوي لبلوغ أهدافه النبيلة والسامية في الحرية والكرامة، وأنه سيمضي على درب الكفاح والنضال والوفاء لعهد الشهداء البررة وبكل السبل المشروعة، في كنف الوحدة والالتحام بقيادة جبهة البوليساريو، لنيل حقه في الوجود والحرية وإقامة دولته المستقلة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.