يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعودة إلى حملته الانتخابية، بعد خروجه من المستشفى العسكري، واستكمال تلقي علاجه من فيروس كورونا، في وقت كشفت فيه حملة ترامب الانتخابية أن الرئيس المرشح يخطط للمشاركة في المناظرة الذي تجمعه مع منافسه بايدن في منتصف شهر أكتوبر الجاري، وتعد المناظرة الثانية بين المرشحين في عمر الحملة الانتخابية.
لم يخف جو بايدن ترحيبه واستعداده للمشاركة في المناظرة المقبلة المقرر تنظيمها، بحر الأسبوع المقبل مع ترامب، لكن شرط أن يؤكد خبراء الصحة إن ذلك سيكون آمنا. ويبدو أن الحملة الانتخابية لم تتوقف ضمنيا حتى بعد إصابة ترامب، لأن التصريحات وخرجات المرشحين لم تنقطع، فكورونا ترامب قلبت الأمور رأسا على عقب، بعد أن أخرجت مناصري ترامب في مسيرات تضامنية داعمة، وبالموازاة مع ذلك نشرت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، صورة له أثناء وجوده في مستشفى عسكري، نقل إليه إثر الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا. وقالت إيفانكا في تغريدة لها على حسابها في تويتر مرفقة بالصورة: «لا شيء يمكن أن يمنعه أي «ترامب» من العمل من أجل الشعب الأمريكي.
الحملة المضادة
وبدا ترامب في الصورة وهو يتابع العمل كالمعتاد، إذ كان يراجع ملفات كانت موضوعة فوق طاولة في إحدى غرف الاجتماعات بالمستشفى الذي يرقد فيه حاليا. وظهر في الصورة وحده في الغرفة بلا مساعدين.
واستمرت الحملة المضادة ضد ترامب عقب مغادرة الرئيس المستشفى، لكن ليس من بايدن وحده بل غريمته بيلوسي كذلك ضمت صوتها إلى مرشح الديمقراطيين، لتنتقد تصريحات ترامب المطمئنة بشأن خطر فيروس كورونا التي فتكت بالبشر.
وفي آخر تصريحات تلفزيونية ظهر بايدن متذمرا من منافسه حيث صرح قائلا:»اذهب وقل ذلك لـ205 آلاف أسرة خسر كل منها شخصا» بسبب وباء كورونا، وذلك ردا على تغريدة للرئيس ترامب قال فيها: «لا تدعوا كوفيد يتحكم بحياتكم»، في خطاب للأمريكيين. وذهب بايدن إلى أبعد من ذلك عندما استهجن خرجات الرئيس المرشح خلال فعالية انتخابية: «إن على الرئيس الأمريكي أن ينقل العبرة الصحيحة للشعب الأمريكي، بدلا من نشر تغريدات بأنه لا يجب القلق من الوباء». وأشار بايدن إلى كون الأقنعة مهمة لإنقاذ الأرواح، محذرا من وجود الكثير مما يدعو للقلق، بالنظر إلى أعداد الوفيات والمصابين الذين خلفتهم الجائحة. وجاء هجوم بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي لترامب ناريا حيث أكدت قائلة: «إنه ليس لديه ما يبرر إعلان نجاحه في التصدي لفيروس كورونا، وأضافت في تصريح تلفزيوني إن «سياسات ترامب عرّضت الأمريكيين للخطر».
عشرة أيام للشفاء
ذكر الفريق الطبي المشرف على العلاج إن الرئيس يحتاج إلى 10 أيام كي يتماثل للشفاء، كاشفا أنه لا يعاني من آثار جانبية للأدوية التي تناولها على جهازه العصبي، واعترف في نفس الوقت أنه كان يعاني من جفاف وتعافى منه، حيث لم يكن في حاجة خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى أدوية خافضة للحرارة، وسعاله جاء خفيفا في غياب آلام العضلات.
ونقلت وسائل الإعلام تفاصيل خروج ترامب من مستشفى «والتر ريد» العسكري سيرا على الأقدام مرتديا كمامة، ثم ركب سيارة خاصة نقلته نحو مربض الطائرات، وبعد ذلك حولته المروحية الرئاسية إلى البيت الأبيض في دقائق قليلة، لأن المسافة لا تتجاوز بضعة كيلومترات.
وعقب وصوله إلى شرفة البيت الأبيض، نزع ترامب كمامته وأدى مطولا تحية عسكرية لرجال الأمن، ولوّح مرات عديدة بشارة النصر لأنصاره وكاميرات وسائل الإعلام التي واكبت رجوعه.
يذكر أن حملة ترامب الانتخابية نشرت على تويتر شريط فيديو يصوّر الرئيس وكأنه لاعب كرة قدم أمريكية ينتصر على منافس آخر على شكل فيروس كورونا، في إشارة إلى تعافي ترامب من المرض وانتصاره على الفيروس.