شدد عضو الأمانة الوطنية للجبهة، السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشرايا البشير، أن «جدار العار المغربي في الصحراء الغربية، بالإضافة إلى كونه جريمة مركبة وفقا للأعراف والمواثيق الدولية، فإن استمرار إقامته في الصحراء الغربية يفرغ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع عليه بين طرفي النزاع من محتواه السياسي وحتى الإجرائي، لأنه في حد ذاته يعتبر نشاطا حربيا دائما’، مضيفا بأن الجدار العسكري المغربي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن والإستقرار الإقليميين، بعدما حوله المغرب إلى نقطة عبور للمخدرات المغربية نحو بلدان الجوار وإلى الساحل وتحوّل تلك المخدرات إلى مصدر تمويل للجماعات الإرهابية.
إزالة الجدار يعزّز جهود الحلّ
الدبلوماسي الصحراوي، وفي معرض مداخلة خلال الندوة الرقمية التي نظمتها جمعية الجيولوجيين الصحراويين تحت عنوان ‘’تأثير جدار العار المغربي على نزاع الصحراء الغربية، بين الماضي والمستقبل’’ أشار إلى أنه وأمام ما يشكله الجدار من خطر وتهديد متزايدين، فإن مسألة إزالته أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على الاستقرار والأمن وكذا لدعم إجراءات بناء الثقة المطلوبة بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب ولتجاوز أحد أكبر العوائق أمام التوصل إلى الحل السياسي وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.
قواعد عسكرية ترسّخ الاحتلال
وأضاف المتحدث قائلا إن استمرار تواجد القواعد العسكرية وجدار العار المغربي إلى جانب رفض المغرب الاستجابة لدعوات إزالته (الجدار)، يعكس بشكل كبير نوايا الرباط بالاحتفاظ به كقواعد عسكرية متقدمة قد تستخدم مستقبلا في تنفيذ خططها التوسعية التي ما فتئت تشير إليها بعض التصريحات الرسمية المتكررة لبعض السياسيين المغاربة بين الحين والآخر. وشدّد أيضا على أن إزالة الجدار الذي تسبب في مأساة وأزمة إنسانية من شأنه أيضا أن يعزز الجهود الهادفة إلى إيجاد الحل السياسي للنزاع في الصحراء الغربية عبر إجراء استفتاء تقرير المصير، وفق ما نص عليه في قرار مجلس الأمن 690 (1991) وعلى النحو المتفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار والمواجهة العسكرية التي دارت بين جبهة البوليساريو والمغرب على مدار 16 سنة.
الصّمت الدولي تواطؤ
وفيما يتعلق بفكرة تشييد المغرب لهذا الجدار العسكري البالغ طوله 2700 كيلومتر، أوضح السفير الصحراوي أنها استنساخ لتجارب استعمارية سابقة، جاءت بعد انهيار الجيش المغربي أمام هجمات مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي، وفشل الخطة رقم 1 التي تحدث عنها ملك المغرب آنذاك الحسن الثاني بوصفها جولة أسبوع، لإبادة الإنسان الصحراوي. واختتم عضو الأمانة الوطنية للجبهة، السفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشرايا البشير، محاضرته بالتأكيد على أهمية ضرورة تضافر الجهود للرفع من مستوى الوعي بحجم معاناة الصحراويين بسبب جدار العار المغربي وجلب المزيد من الدعم والتعاطف مع الحملة الدولية لمناهضة جدار الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية «معاً لإزالة الجدار».