الخبير عبد العزيز الرواف لـ «الشعب»

«برلين2» لن ينهي الأزمة والحل في حوار ليبي- ليبي

جلال بوطي

 

قال المحلل السياسي الليبي عبد العزيز الرواف، إن المجتمع الدولي بالكاد يكون بعيدا عن الحلول الحقيقية لإنهاء أزمة ليبيا، وأكد ان دور الأمم المتحدة منذ 2011 يقتصر فقط على عقد اجتماعات خارج البلاد تستبعد عناصر الحل الفعلية وتكتفي بشخصيات سياسية تمثل طرفي النزاع، وهو ما لم يؤت ثماره، ويطيل عمر الأزمة رغم إعلان وقف إطلاق النار.

حول مؤتمر برلين 2 أمس في ألمانيا، أوضح المحلل السياسي في اتصال مع «الشعب»، أن الإجتماعات التي تعقد خارج ليبيا هي تكرار لنفس سيناريو الاجتماعات الدولية التي لم تحل الأزمة السياسية ولم تقرب وجهات النظر بين الشخصيات المشاركة في أغلب اللقاءات، والدليل على ذلك هو استمرار النزاع رغم وقف إطلاق النار، معتبرا أن برلين 2 لن يختلف عن اللقاءات السابقة على غرار لقاء باريس، وبرلين1 وكذلك ما عقد في الدول العربية من بينها تونس والمغرب وغيرها من الدول.
فيما يتعلق بمستقبل المفاوضات قال «لا أعتقد أن هناك آلية واضحة لحل أزمة ليبيا لأن أغلب المؤتمرات تتجاهل دورا غاية في الأهمية من بينها طريقة إختيار الشخصيات لحضور المفاوضات»، مشيرا إلى التركيز على حكومة الوفاق والبرلمان بينما هذه الجهات أصبحت ضعيفة شعبيا وحتى البرلمان الشرعي لم يعد يضطلع بدور كبير ولا يؤدي مهامه بشكل قوي في الواقع. وبالتالي فإن أي إتفاق يحتاج إلى التوقيع على أرض الواقع وتكون مؤثرة في الحالة الليبية بصورة أقوى.
أي مفاوضات يجب أن تعقد في الداخل
ويرى الرواف، أن مكونات الشعب الليبي ترتكز على القبائل وهو ما تغيبه الأمم المتحدة من الحل وكذلك اللقاءات الدولية، لأن القبائل هي عصب حل الأزمة السياسية رغم أن بعض الشخصيات المشاركة في الاجتماعات تتحدث باسمها لكنه غير كاف، ودعا إلى عقد المفاوضات بين طرفي النزاع أو مساعي الحل الدولية على الأرض الليبية، لأن استمرار الحوارات الحالية في المغرب أو جنيف التي ستعقد في العاشر من الشهر الحالي إذا خرجت عنها مخرجات لن تؤدي إلى حلول وربما تزيد الأزمة تعقيدا لأن الشخصيات المشاركة فيها بعيدة عن جوهر الازمة الحقيقي.
الامم المتحدة فشلت
كما اعتبر المتحدث  أن ما عقد من مؤتمرات ولقاءات في مختلف الدول، لم تنجح إلى حد بعيد في وضع آليات للخروج من الأزمة المعقدة وهو السيناريو المتوقع  في إجتماع برلين، الامر الذي يؤكد اجترار نفس السيناريوهات. قائلا إن «الأمم المتحدة لم تفهم ولم تتعلم من تجاربها في ليبيا وتتجاهل عدة معطيات فيما يتعلق بحكومة الوفاق أو الميليشيات التي تحركها شخصيات معروفة وتبحث فقط ما يقوم به الجيش الليبي أو البرلمان ( طبرق)، وبالتالي الليبيين لم تعد لهم ثقة في الأمم المتحدة لأن كل الحلول من طرفها لم يعد لها تأثير أو بالكاد تكون مرفوضة.
ويقترح المحلل السياسي ضرورة اختيار ممثلين عن الشعب الليبي بشكل صحيح والابتعاد عن اللقاءات خارج البلاد وتنظيمها في الداخل، وإنهاء التدخل الأجنبي في الشأن الليبي الذي يزيد الأزمة تعقيدا، موضحا أن كل الدول تنظر بمنظورها الخاص لحل الأزمة فألمانيا تنظر إلى الأزمة بمنظور أوروبي والدول العربية تنظر لها بمنظور خاص محلي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024