فاجأت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا الجميع في خضم حملته الانتخابية حيث قلبت التوقعات رأسا على عقب، وتركت منافسه الديمقراطي جو بايدن وحيدا في ساحة السباق للوصول للبيت الأبيض. ويبقى من السابق لأوانه التنبؤ بمدى تأثير إصابة دونالد ترامب على الانتخابات، ولكن تظل من المفارقات العجيبة أنه عشية إعلان إصابته، كان ترامب يسخر من إفراط نظيره الديمقراطي بايدن في اتخاذ إجراءات وقائية أثناء حملته الانتخابية.
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا، تتزايد التساؤلات حول مسار الحملات الانتخابية للرئاسيات الأمريكية لعام 2020. فقد بات المرشح الديمقراطي جو بايدن والذي سبق وتمنى الشفاء لسيد البيت الأبيض وحيدا في ساحة السباق المحتدم بينهما. فعلى مدى أشهر، سخر دونالد ترامب من حملة خصمه جو بايدن الحذرة في ظل تفشي وباء كوفيد-19، لكن مع دخول الرئيس الجمهوري الحجر الصحي الجمعة، خرج قطار ترامب عن مساره وبقيت الساحة للمرشح الديمقراطي وحده، قبل شهر من الانتخابات.
تفاؤل حذر
خرج أنصار دونالد ترامب في مسيرات متضامنة وداعمة حاملين اللافتات والزهور خارج مستشفى والتر ريد العسكري الوطني بالقرب من مدينة واشنطن، حيث يعالج الرئيس من فيروس كورونا، كما خرج أنصاره تضامنا معه أيضا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبالموازاة مع ذلك نشرت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، صورة له أثناء وجوده في مستشفى عسكري، نقل إليه إثر الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا، يوم الجمعة الماضي.
وقالت إيفانكا في تغريدة لها على حسابها في تويتر مرفقة بالصورة: «لا شيء يمكن أن يمنعه أي «ترامب» من العمل من أجل الشعب الأمريكي.
وبدا ترامب في الصورة وهو يتابع العمل كالمعتاد، إذ كان يراجع ملفات كانت موضوعة فوق طاولة في إحدى غرف الاجتماعات بالمستشفى الذي يرقد فيه حاليا. وظهر ترامب في الصورة وحده في الغرفة بلا مساعدين.
لكن الأمر غير الطبيعي في الصورة ظهور ترامب مرتديا قميصا أبيض، على غير عادته في العمل، إذ يحرص على ارتداء البدلات الرسمية مع ربطة العنق.
وحتى عند الإعلان عن إصابته وزوجته ميلانيا ترامب، حرص الرئيس الأمريكي البالغ من العمر (74 عاما) على ارتداء ملابس رسمية عند نقله إلى مستشفى «والتر ريد» العسكري في ولاية ميرلاند القريبة من واشنطن.
وقال فريق ترامب الطبي في وقت متأخر أول أمس ، إن حالة الرئيس «الصحية تتحسن بشكل ملحوظ منذ التشخيص»، لكنه «لم يخرج من المرحلة الحرجة بعد». وقد أدت إصابة ترامب بالفيروس إلى قلب حملة الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 3 نوفمبر المقبل رأسا على عقب.
من جهته، قال شون كونلي الطبيب المشرف على علاج الرئيس الأمريكي إن الفريق الطبي مرتاح لحالته الصحية ومتفائل بحذر، وإن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد حالته.
السخرية من المنافس
وأكد الفريق الطبي -في بيان- أن ترامب أكمل جرعة ثانية من عقار «ريمديسيفير» ، مشيرا إلى أنه لا يعاني حتى الآن من الحمى، لكنه لم يتغلب بالكامل على المشاكل الصحية بسبب الفيروس، وأنه لا يحتاج إلى أوكسجين إضافي، ولم يوضع على جهاز تنفس.
لكن وسائل إعلام أمريكية نقلت قبل ذلك عن كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز -الذي بدا أقل تفاؤلا- قوله إن 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لوضع ترامب.
وفي السياق ذاته، قال مصدر إعلامي إن ترامب «لا يسير حتى الآن على طريق واضح للتعافي من إصابته بالفيروس»، وأضاف أن بعض المؤشرات الحيوية للرئيس، خلال 24 ساعة الماضية «كانت مقلقة للغاية»، وأن 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة في ما يتصل بعلاجه. وكانت حملة ترامب لانتخابات الرئاسة أعلنت إرجاء جميع التجمعات الانتخابية التي كان من المقرر أن يشارك فيها الرئيس إلى إشعار آخر.
وكان ترامب البالغ من العمر 74 عاما قد تحدث ساخرا من بايدن: «يمكن أن يكون يتحدث من مسافة 200 قدم منك ويظهر بأكبر قناع رأيته». وذلك خلال الأشهر الأولى من الوباء وفيما بقي بايدن (77 عاما) معزولا في منزله في ديلاوير، سخر ترامب من «جو النعسان»، كما وصفه بسبب ما أسماه بـ «الاختباء» في منزله، وهي جملة تبناها أنصاره وراحوا يرددونها بشكل متكرر.
