أكد رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار في غزة جمال الخضري، أن الدور الجزائري في مساعدة فلسطين ومساندتها ونصرتها كبير وواضح ولم يتوقف يوما على مختلف الأصعدة، انطلاقا من مبدإ أن دعم القضية الفلسطينية هي أحد الثوابت في السياسة الخارجية للجزائر، موجه بمناسبة رسالة شكر للجزائر رئاسة وحكومة ومؤسسات وللشعب الشقيق الذي يعشق فلسطين وشعبها الصبور.
صرح رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار في غزة جمال الخضري، أن الجزائر تؤدي دورا واضحا وكبيرا في نفس الوقت في تخفيف من وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، سواء ماديا أو معنويا. وأضاف الخضري، في اتصال هاتفي مع «الشعب»، أن مسيرات التضامن الجزائرية مع فلسطين، إلى جانب الأعلام الفلسطينية التي تزين شوارعها، وكذا إطلاق اسمها على مناطق ومشاريع مختلفة، يعد دعما ورسالة قوية من الشعب الجزائري لنظيره الفلسطيني، دون أن ننسى حضورها القوي عبر نشطائها في سفن التضامن وأبرزها سفينة أسطول الحرية التي اعتدى عليها الاحتلال في عرض البحر، إلى جانب الحملات الاغاثية والمشاريع والمساعدات المتواصلة في غزة عبر الجمعيات الجزائرية وهو ما يعكس الحب الفلسطيني للجزائر والتقدير لهذه الجهود، يبدو واضحاً فتجد علمها في مختلف المناسبات الوطنية والفعاليات والأنشطة المختلفة.
المشهد في غزة مرعب ومأساوي
جدد النائب جمال الخضري، على أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الرابع عشر على التوالي بجريمة حرب، عمل غير قانوني ويدخل في كافة تفاصيل الحياة ولم يترك قطاعاً أو مجالاً إلا أصابه في مقتل، سواء الصحي أو الاقتصادي والمقاولات والصناعة والبيئي والتعليمي.
وأضاف، أن هذه السنوات الصعبة بما تخللها من معاناة طالت أكثر من مليوني مواطن يعيشون في غزة، تخللتها ثلاث حروب إسرائيلية مدمرة تسببت باستشهاد الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، بينهم المئات أصبحوا من أصحاب الإعاقات، إلى جانب تدمير آلاف الوحدات السكنية والمنشآت والمصانع والمؤسسات التعليمية والأهلية والمقرات وتدمير البنى التحتية.
في العام 2020 لا يمكن الحديث عن واقع الحصار دون الحديث عن أزمة كورونا، التي وصلت قطاع غزة قبل عدة أسابيع، لتكشف عن واقع صحي منهك لا يستطيع التعامل مع هذه الجائحة، التي لم تستطع دول عظمى التعامل معها، وكذلك الحديث عن واقع اقتصادي مدمر بفعل الحصار والسياسات الإسرائيلية.
كما وصف الخضري المشهد في غزة بالمرعب والمأساوي والكارثي في مختلف القطاعات، أبرزها القطاع الصحي. وزادت هذه المعاناة مؤخراً، وهناك نقص شديد في الأدوية والمستهلكات الطبية وأجهزة التنفس، مما ينذر بخطر كبير.
200 مليون دولار خسائر اقتصادية في غزة خلال شهر
كشف الخضري، أن الخسائر الاقتصادية في غزة بلغت 200 مليون دولار خلال شهر واحد فقط من الشهور الماضية، بسبب الحصار وإجراءات مواجهة وباء كورونا، وهذا قبل وصول الوباء لداخل المجتمع وفرض حظر التجوال وإغلاق المصانع والمؤسسات ومنع الحركة بشكل تام، وهو ما يعني خسائر بالملايين تنتظر القطاع المنهك اقتصادياً أصلاً.
وأوضح ذات المتحدث، أن الحصار بشكل عام ضرب القطاع الاقتصادي وتسبب، إلى جانب عمليات القصف والعدوان، في إغلاق عشرات المصانع والورش بشكل تام، وتقليص حركة الإنتاج في المتبقية منها إلى ما نسبته 20 بالمائة فقط، بسبب الحصار والإغلاق وتقييد حركة الاستيراد والتصدير والاعتداءات المتواصلة.
في نهاية العام 2019 أًصدرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار تقريراً قالت فيه، إن هذا العام كان الأسوأ اقتصاديا بسبب الحصار، وأن الوضع في غزة صعب جدا، وأبرز أوجه التدهور كانت من نصيب القطاع الاقتصادي حيث شهد تدهورا سريعا وخطيرا».
85٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر
وحذر الخضري من الجمود الاقتصادي وتراجع في مستويات الدخل والعملية الإنتاجية بشكل كبير جدا، إضافة لعمليات إغلاق يومية لمحال تجارية ومؤسسات وشركات، بسبب عدم قدرتها الاستمرار في العمل بسبب الحصار.
وأشار أنه وفق المعطيات على الأرض، فإن العام 2020 سيكون الأسوأ اقتصاديا وفي مختلف المجالات والقطاعات، خاصة مع تشديد الحصار هذا العام وإغلاق المعابر لمرات عديدة، إضافة لجائحة كورونا.
أيضا هناك 85٪ من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، وربع مليون عامل معطل عن العمل، و2 دولار معدل دخل الفرد اليومي، هي بعض الأرقام التي يمكن من خلالها تصور الواقع الكارثي في القطاع.
تشكيل قوة ضاغطة عربيا وإسلاميا ودوليا
أعتبر رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، الدور العربي والدولي بالمتفاوت فيما يتعلق بحصار غزة والعمل لإنقاذ غزة وتقديم العون والمساعدة لها، لكنه يبقى أقل من الدور المطلوب.
كما ناشد الخضري مجددا، إلى ضرورة «تشكيل قوة ضاغطة عربيا وإسلاميا ودوليا» لرفع الحصار المستمر منذ عام 2006، ودور من المجتمع الدولي «أكثر فاعلية» تجاه رفع الحصار، مشيرا أن الحراك العربي والدولي مهم، حيث إن القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تجرم جميعها الحصار الذي يمثل عقوبة جماعية لمليوني فلسطيني يعيشون في غزة، والعقوبة الجماعية مخالفة للقانون الدولي الإنساني وهي ما يمارسه الاحتلال، وبات مطلوبا على الصعيد الإسلامي والعربي أيضاُ مزيدٌ من الدعم والعون والمساعدة عبر المساعدات الإغاثية وكذلك مشاريع التشغيل والمشاريع التي من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه في غزة.
اجتماع الفصائل الفلسطينية خطوة مهمة لترتيب البيت ومواجهة التحديات
وبخصوص مخرجات اجتماع الأمناء العامين المنعقد، نهاية الأسبوع الفارط، فقد رحب الخضري بعقد هذا الإجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس، وما تخلله من أجواء إيجابية، معتبرا الاجتماع خطوة مهمة لترتيب البيت الفلسطيني، ومواجهة تحديات صفقة القرن، والإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية.
وأضاف الخضري، أن الاجتماع القيادي مطلب مُهم ينتظر منه الجميع نتائج سريعة تتحقق، فالمواطن الفلسطيني في الداخل والخارج يتطلع إلى نتائج ملموسة تُشكل رافعة حقيقية للمشروع الوطني، ورافدا حقيقيا لتعزيز صمود شعبنا ضمن خطوات عملية عاجلة.