وسط دعوات للانتقام من أمريكا

إيران تودّع سليماني بأكبر جنازة منذ تشييع الخميني

يبدو أن التوتر الإيراني ــ الأمريكي بدأ يأخذ أبعادا تصعيدية خطيرة، خاصة مع التهديدات المتبادلة بين الطرفين والتي وصلت الى درجة التلويح باستعمال القوة.

توعدت إيران بالانتقام لمقتل سليماني، الذي يعتبر بطلا قوميا في نظر العديد من الإيرانيين. ونقلت وسائل إعلامية، أن حجم الحشود في طهران، كما ظهر على شاشات التلفزيون أعاد إلى الأذهان الجماهير التي تجمعت في عام 1989 لحضور جنازة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.
جرى تمرير نعشي سليماني وأبو مهدي المهندس، وهو قيادي عراقي قُتل أيضا في هجوم الجمعة على مطار بغداد، فوق رؤوس المشيعين المحتشدين في وسط طهران والذين ردد كثير منهم هتاف «الموت لأمريكا».
قال إسماعيل قاآني، القائد الجديد لقوة القدس، وحدة الحرس الثوري المكلفة بالأنشطة في الخارج، «نتعهد بمواصلة مسيرة الشهيد سليماني بنفس القوة...والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أمريكا من المنطقة».

تهديدات متبادلة
وردا على تحذيرات إيران، هدّد ترامب بضرب 52 موقعا إيرانيا، بما في ذلك مراكز ثقافية، إذا هاجمت طهران المواطنين الأمريكيين أو الأصول الأمريكية، مما زاد من حدة الأزمة التي أجّجت المخاوف من تفجر صراع كبير في الشرق الأوسط.
واقترب أحد الأهداف الإقليمية الرئيسية للجمهورية الإسلامية، وهو طرد القوات الأمريكية من العراق المجاور، من التحقق، يوم الأحد، عندما أيد البرلمان العراقي توصية من رئيس الوزراء بإصدار أوامر لجميع القوات الأجنبية بالخروج.
قال رئيس الوزراء المؤقت عادل عبد المهدي الذي استقال في نوفمبر تشرين الثاني وسط احتجاجات مناهضة للحكومة، إنه رغم الصعوبات الداخلية والخارجية التي قد يواجهها العراق، إلا أن ذلك أفضل له من حيث المبدأ ومن الناحية العملية.

خامنئي يتقدم الصفوف
قاد الصلاة في جنازة سليماني في طهران، والتي ستنقل بعد ذلك إلى مدينة كرمان مسقط رأسه في الجنوب، الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وكان سليماني يعتبر على نطاق واسع ثاني أقوى شخصية في إيران بعد خامنئي.
حضر الجنازة بعض حلفاء إيران في المنطقة، بمن فيهم إسماعيل هنية، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية الذي قال إن سليماني هو «شهيد القدس».

تقليص الالتزامات
مما يزيد حدة التوترات، قالت إيران إنها ستقلص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 مع قوى كبرى، وهو الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.
أفاد بيان حكومي أن إيران لن تلتزم بأي قيود تضمنها الاتفاق على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعني أنه لن تكون هناك قيود على قدرتها على التخصيب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19623

العدد 19623

السبت 16 نوفمبر 2024
العدد 19622

العدد 19622

الخميس 14 نوفمبر 2024
العدد 19621

العدد 19621

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
العدد 19619

العدد 19619

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024